تخللت الدورة الثانية للندوة السنوية الدولية متعددة التخصصات المعنونة "التغيير بين الإستراتيجيات الإعلامية والممارسات التواصلية المواطنة"، والمنظمة من طرف مختبر البحث في اللغات والتواصل لجامعة ابن زهر، بتنسيق مع مختبر " MIGRINTER " من جامعةPoitiers الفرنسية، مجموعة من الورشات تناولت في معظمها بعض الإشكالات المتعلقة بوسائط التواصل الاجتماعي المختلفة. ومن أهم الموضوعات المثارة أهمية وسائط التواصل الاجتماعي في كونها المحرك الأساس لبلورة الأفكار ومناقشتها ثم تتبع ردود أفعالها الرسمية والاجتماعية على ارض الواقع. وفي هذا الصدد تم التطرق لأثرها الملحوظ في أحداث الربيع العربي والحركات التي تولدت عنه في مختلف أنحاء العالم وما تولد عن ذلك من أخذ ورد بين الأنظمة وشعوبها. ومن ضمن التساؤلات التي تمت بلورتها أيضا معرفة الحدود الفاصلة لهذه الوسائط في كونها وسائط تعكس بالفعل ردود أفعال معقلنة ومدروسة، تصل أحيانا إلى حد المنع والحجب من طرف بعض الأنظمة، أم فقط حالات عابرة وصفها بعض المتدخلين بالمراهقة أو الموضة التي لا تفتأ تراود مكانها لتموت بعد حين. كما تساءلت بعض المداخلات عن نوع العلاقة الرابطة بين هذه الوسائط الاجتماعية ووسائل الإعلام الخاصة والعامة وعن مدى تكاملها وانسجامها أو عكس ذلك، وعن الحيز الذي تشغله كل منها في بلورة وتطور الأحداث الاجتماعية. ومن أهم التساؤلات التي أثيرت خلال هذه الدورة، معرفة مدى مستوى استجابة نظرية الوسط الاجتماعي (l'espace public) عند أبرماس(Habermas) الفيلسوف الألماني مع تطورات الأحداث الحالية وضرورة اعتماد وسائل جديدة لدراسة هذا المكون الاجتماعي المتغير. لا يمكن بالفعل حصر جميع الأفكار التي راجت خلال هذه الدورة فما هذا إلا غيض من فيض عارم. طلبة الدبلوم الجامعي تواصل مؤسساتي