أكد الدكتور أحمد صابر عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير بأن هذه الكلية شأنها شأن جامعة ابن زهر، تستقطب جل مكونات الثقافة المغربية الفسيفسائية بكل تجلياتها، وهو ما يطرح اشكاليات في التواصل وضمان الطمانينة للطلبة داخل حرم هذه الكلية، مضيفا خلال ندوة صحفية نظمت مساء يومه الثلاثاء 23 يناير 2012، بأنه، ورغم هذه الفسيفسائية، فالكلية تسفر عن نتائج مشرفة، بسبب ما وصفه “المجهودات” التي يبذلها السادة الأساتذة و الطاقم التربوي مع 17 ألف طالب بهذه المؤسسة، مع مراعاة هذه الفسيفساء وتوفير الحدود الدنيا للإستفادة من كل الأنشطة التي تنظمها الكلية. وأكد صابر بأن تخصصات الانجليزية وعلم الاجتماع عليها اقبال منقطع النظير، ما يطرح مسألة التأطير الإداري والتربوي لهذا العدد الكبير من الطلبة. و اعتبر عميد الكلية بأن التحدي الآخر الذي يواجه الكلية يتعلق بالمناصب المالية، حيث يتم فتح مباريات يتقدم إليها بعض المرشحين، وهناك تخصصات لا يتقدم لها أحد إطلاقا، مضيفا بأنه في اليوم الذي يتم فيها فتح مباراة في كلية الآداب يتم فتح فتح مباريات أخرى في مدن أخرى يترشح لها نفس المرشحين، والذين يفضلون الاستقرار في تلك المدن في إشارة إلى مدن الدارالبيضاء والرباط وغيرها من مدن المركز بعيدا عن أكادير في مقابل ترشيحات ابناء المنطقة التي تكون نادرة. وبخصوص فتح تكوينات جديدة، اكد صابر بأن هناك 10 تكوينات في الماستر في الكلية بموازاة التكوين في اللسانس، فضلا عن إجازات مهنية كالاجازة المهنية في التحرير الصحفي و السياحة والتواصل و التنشيط الثقافي والتنشيط المسرحي و تدريس الانجليزية وغيرها. وفي هذا السياق أيضا أكد صابر بأن الكلية تتوفر على دكتورات معتمدة تهم التواصل وتحليل الخطاب في الادب العربي، مناهج الدراسات العلمية للسيرة النبوية، المناهج العلمية في تفسير الخطاب الشرعي وتطبيقاتها المعاصرة، تاريخ الجنوب المغربي، اللغات والتواصل وغيرها، و هذه التكوينات كلها –يضيف صابر-، تبين ما سماه “النضال” الذي يقوم به الأساتذة في هذا المجال. في سياق آخر، وفي مجال البحث العلمي، أكد صابر بأن هناك هيكلة جديدة تعتمد على فرق البحث والمختبرات مع تخصيص دعم مالي ولولجيستي لهذه الفرق، بحكم أن المواضيع تنبثق من فرق البحث هذه، وهذا لم يحل دون تنظيم أنشطة أخرى خارج أسوار مؤسسة الكلية يضيف صابر. وفي موضوع البنيات أقر عميد الكلية بوجود “تحول” من حيث البنيات مع إحداث بنيات جديدة مهمة ومنها على الخصوص فضاء الثقافة الذي يهتم بكل ما له علاقة بالتنشيط و المسرح و الإبداع و التصوير الفوتوغرافي و السينما وغيرها، وكذا دار الانسانيات الذي يشمل على مجموعة من المرافق ومنها قاعة للمحاضرات والتي تتسع لأزيد من 100 شخص مجهزة بكل التجهيزات المعاصرة، وتشمل هذه الدار أيضا على قاعة للأساتذة و قاعة للمعارض و قاعة للاجتماعات وفضاء للصلاة، فضلا عن قاعة لتدريس اللغات والتي تندرج في اطار الخدمات التي ستقدمها الكلية مستقبلا خدمة للمحيط الاقتصادي والاجتماعي بالجهة، إظافة إلى خزانة الكلية التي وصفها ب”الخزانة الغنية” مؤكد بأن طموحه هو أن يكون لها طاقم كفء لتدبيرها او كما سماه لتدبير ” القلب النابض ” الذي يأتي اليه أساتذة آخرون من مدن اخرى للاستفادة منه، كما أكد أيضا وجود خزانة الخرائط التي تم اعادة النظر فيها، و شهدت بدورها انتعاشا ملحوظا، و اتخذت بهذا الشأن تدابير اجرائية جديدة للاستفادة منها، كما تم بهذا الخصوص اقتناء خرائط جديدة و كذا الاستعانة بالحواسيب لتدبير الخرائط الآلية. يذكر أن هذه الندوة الصحفية التي تندرج في سياق انفتاح الكلية على وسائل الاعلام، تميزت بإثارة جملة من المواضيع والملفات التي لها علاقة بالتدبير الاداري والتربوي والعلمي بهذه المؤسسة، وهو ما تفضل للاجابة عليه كل الدكتور احمد صابر والدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر الذي حضر بدوره أشغال هذه الندوة الهامة.