وزعت غرفة الجنايات بأكادير في ظرف قياسي ثلاثة أحكام بالمؤبد على ثلاثة رجال قتلوا أقرباءهم بعد إصرار وترصد، وتخطيط مسبق لتنفيذ الجريمة. الأول هو قاتل ابنه بضواحي تارودانت، وضع حدا لحياة ابنه ودفن جسده الصغير بجوار الواد الواعر، وأدين بالمؤبد . وكان الأب للمرة الخامسة ضاجع ابنه في الفراش، وعندما رفض الصغير أن يستمر في تلبية نزوات أبيه وهدده بأنه سيفشي الأمر لأمه، قام بخنق فلذة كبده بقبضة يده إلى أن فارقت الروح الجسد، ثم أخفاه بين الاسفنجات بإحدى الغرف، إلى أن تحين الفرصة ونقله ليلا وسط كيس، ليردمه بين الأشواك. وكانت هذه القضية اهتز لها الرأي العام المحلي. القضية الثانية صدر فيها حكم المؤبد منذ أسبوعين في حق إبراهيم قاتل زوجته بالدراركة بأكادير. لأن شريكة حياته أمينة لا تضاجعه، من الدبر وأضربت عن المعاشرة الزوجية مدة شهرين كما يفيد، قرر أن يقتلها شر قتلة بأكادير. بطعنة أولى في الفخذ وأخرى على مستوى البطن وبطعنتين على مستوى الوريد. فارقت أمينة الحياة على يد زوجها في الأسبوع الأول من شهر دجنبر، بفارق ضئيل في الزمن عن جريمة تارودانت. بجماعة الدراركة بمدخل أكادير، كثم إبراهيم صوت زوجته أمينة إلى الأبد، ثم خرج على الجيران ليخاطبهم مثل براح بأعلى صوته " راني طبيت فيها ، عيطوا دابا على الجدارمية والصحافة"، وبالفعل نادى الجيران السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي بالدراركة ليجدوه بالبيت في انتظارهم بدوار "إيكري وكنان"، فتح لهم الزوج القاتل وشرع في شرح تفاصيل وأسباب فعلته، وبعد مضي حوالي 80 يوما جاء حكم جنائي ابتدائي يدينه بالسجن مدى الحياة. القضية الثالثة أسبابها الجشع الذي يترتب عنه الحقد والضغينة فتعمى الأبصار، صراع حول العقار والمال يؤدي بأحد المتهمين إلى الإجهاز عن قريبه بعد تخطيط مسبق لهذه الجريمة، وقد قضت استئنافية أكادير في حق الجاني بالمؤبد خلال الأسبوع الماضي، لتبقى الثروة من حظ آخرين بعدما غادر الضحية إلى القبر ، ولم يرث عنه قاتله إلا سريرا ضيقا بزنزانة بسجن أيت ملول حيث سيقضي بقية عمره.