احتشد العشرات من أساتذة كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير في وقفة احتجاجية عارمة أمام رئاسة الجامعة، يوم أمس الخميس على خلفية ما اعتبروه "الأوضاع المزرية" التي تعرفها الكلية. و أكد الأستاذ الحسن بنعبو، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بأكادير بأن هذه الوقفة هي بداية لسلسة من الاحتجاجات النقابية على مستوى جامعة ابن زهر، ما لم يتم معالجة مشاكلها، معالجة جذرية بإحداث جامعة ثانية، خاصة أن عدد طلبة الجامعة أصبح يفوق 84 ألف طالب، مما يستحيل معه تكوينهم وتأطيرهم بما يتوفر الآن من طاقم التدريس والموظفين. ولهذا، يضيق بنعبو في تصريحه ل"الخبر"، بأننا: " ندق ناقوس الخطر أمام جميع الأطراف المعنية في الجامعة والجهة والوزارة لما قد آلت إليه الأوضاع الكارثية في الجامعة، من ضعف مهول في نسبة التأطير، وتزايد في ظاهرة العنف، وإرهاق لكاهل الأستاذ الجامعي" و أظاف بأنه، و " وفي ظل هذه الظروف لايمكن أن نتحدث عن جودة في التعليم، ولا يمكن أن تؤدي الجامعة دورها في خدمة محيطها الاجتماعي والثقافي" مؤكدا بأنه: " لا ننكر الجهود المبذولة من طرف رئاسة الجامعة أو المسؤولين في الجهة، ولكن تبقى إلى حد الآن غير كافية أمام التزايد المهول للطلبة الوافدين على الجامعة، وخاصة أنها تغطي احتياجات أكثر من نصف التراب الوطني في ما يخص التدريس في التعليم العالي، ولهذا نهيب بالجميع مسؤولين محليين وفي الوزارة لمعالجة هذه الأزمة وإعطاء أولية لجامعة ابن زهر على المستوى الوطني وتخصيصها بميزانية استعجالية كافية لتميم البنايات وتوفير المناصب المالية الكافية كحل استعجالي آني في أفق بناء جامعة جديدة لتخفيف الضغط عن جامعة ابن زهر. هذا، و أفاد بيان صادر عن النقابة الوطنية للتعليم العالي عقب هذه الوقفة الإحتجاجية و الإنذارية التي نظمت تحت شعار :"أنقدوا كلية العلوم من شبح أسدس أبيض" "14906 طالبة وطالب + 247 أستاذة وأستاذ + أضعف ميزانية التسيير = حرمان طلبة كلية العلوم من حقهم المشروع في الأشغال التطبيقية"، (أفاد) بأن كلية العلوم تعيش ظروفا صعبة وكارثية، بسبب قلة الموارد المالية )أضعف ميزانية للتسيير) والبشرية )247أستادة وأستاذا)، و مشكل تدبير الاكتظاظ عبر تكديس الطلبة في قاعات التدريس لدرجة الاختناق، و ضعف التهوية في المدرجات، إظافة إلى برمجة حصص التدريس من الثامنة صباحا حتى السادسة والنصف مساء دون انقطاع وطيلة الأسبوع بما فيه العمل يوم السبت صباحا مساء مما يصعب تنظيف تهوية القاعات والمدرجات فضلا عن التراجع والتخلي عن مضامين دفتر التحملات سنة بعد سنة بالنسبة للمسالك المعتمدة، و غياب خطة استراتيجية واستباقية مناسبة من طرف المسؤولين لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي أدت إلى استحالة تأطير الطلبة الذين يقدر عددهم ب 15257 )14906 بالإجازة الأساسية و269 بالإجازة المهنية والماستر) تحت إشراف 247 أستاذة أستاذا في كلية طاقتها الاستيعابية 7500 طالبة وطالب. بيان المكتب النقابي، ندد أيضا بما اعتبره ضعف مستوى التأطير البيداغوجي )15 نسبة التأطير دوليا، 24 نسبة التأطير وطنيا و 60 نسبة التأطير بكلية العلوم بأكادير أي أربعة أضعاف المعدل الدولي وما يقارب ثلاثة أضعاف المعدل الوطني) ويتجلى هذا الضعف من خلال تدبير الإكتظاظ بحلول ترقيعية متجاوزة ورصد ميزانية ضعيفة للتسيير لا تغطي الحد الأدنى لمتطلبات الأشغال التطبيقية.