يعتبر شارع بئر إنزران الذي يربط مركز مدينة تنغير بمجموعة من الأحياء السكنية في المجال الحضري من أهم الشوارع في المدينة، بل إنه رئة ثانية إلى جانب الشارع القلبِ (محمد الخامس). لكن هذا الشارعَ لا تنتهي مشاكله، إذ إن المجالس المنتخبة المتعاقبة على بلدية تنغير نقلت سوء تدبيرها للمدينة وصراعاتها التي لا تهمها مصلحة المنطقة إلى البنية التحتية لهذا الشارع، فأصيبَ بالعشوائية والهشاشة، ومختلِف الأمراض. فرغم ما تعرفه المدينة من أشغال التهيئة والتأهيل، ما تزال أمراضُ هذا الشارع تضفو كلَّ يومٍ. ولعلَّ أيَّ مواطن، مهما كان جاهلا بتعقيدات الهندسة والتخطيط، ودفاتر التحملات، وغيرها من الأمور التقنية، سيدرك بنظرة المواطن العادي مثلي أنَّ الفوضى ما تزال هي سيدة القرار، والعشوائية هي أعرضُ عناوينها. تمرُّ في الشارع، فترى حفراً دون أي إشارات التنبيه إليها، وأشغالاً دون علامات الأشغال، وقد تصادفُ في أحسن الأحوال أحجاراً وعيداناً معلَّقٌ عليها قطع ثوب حمراءَ للتنبيه على وجود تلك الأشغال. أما المتأمل في أحجار التبليط في جنبات الشارع، في ممرات الراجلين، فسيجدُ الفوضى في ترتيبها، فضلاً عن عدم ترتيبها في مستوى واحد. ولا غرابةَ في الأمر ما دام العمَّال القيمون عليها لا خبرة لهم في مثل هذه الأعمال. ويبدو أنَّ أكبر مشاكل شارع بئر إنزران هو المياه العادمةُ التي تسمى محليا ب "بوخرارْ" أو "واد الحار". فهي مياهٌ لا تستطيعُ أن تعيش في باطن الأرض، وفي مجاريها الطبيعية، بل تعشقُ دوماً أن ترى ضوءَ الشمس، وتُداعبَ عجلات السيارات والدراجات، فلا يمر أسبوع دون أن تنفجرَ غضباً من البنية التحتية الهشَّة والضعيفة والعشوائية.. ولا يمر أسبوع دون أن نمر على أؤلئك الجنود من عمال البلدية الذين لا يكلون ولا يملون من تحديها، ودفعها للعودة للباطن مرة أخرى.. رجال لا يتوانون عن أداء واجبهم رغم أن تعويضاتهم لا تلبي حاجياتهم أمام غلاء الأسعار.. رجال يقومون بإصلاح مشاكل الواد الحار بأساليبَ بدائيةٍ جدا قِوامُها "قطيبٌ من الحديد" (كما تبيِّنُ الصورة الملتقَطةُ يوم الأحد 29 دجنبر 2013(.