استجابة للدعوة التي أطلقها مجموعة من شباب المنطقة انطلاقا من حسابهم على الموقع الاجتماعي فيسبوك والذي أسموه "حركة تودا ابوزرارن للتغير والإصلاح" , خرج عدد كبير من السكان من مختلف الأعمار يطالبون بشكل عفوي وتلقائي بمطالب اجتماعية, ملحة واستعجالية, ورغم ما عرفته هده التظاهرة من محاولة العديد من الأشخاص لثني السكان على عدم المشاركة ,إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل, و احتشد عدد كبير أمام مقر الجماعة منددين بالسياسات الاقصائية التمييزية التي تنتجها الدولة في حق سكان الجماعة : من عدم الاهتمام بتعبيد الطرق ولا بتوفير الخدمات الصحية والإدارية اللائقة , حتى أصبح المواطن بجماعة أزرار رهين بمزاج موظفي الجماعة لاستخراج أبسط وثيقة إدارية, وقد يحتاج انتظار أسبوع بالكامل للحصول على عقد ازدياد أو تصحيح أمضاء كمثال لا الحصر, وكانت من بين المطالب الأساسية هي توفير طريق لائقة وفك العزلة على كل الدواوير ببناء طرق مؤدية لها, وصيانتها باستمرار خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء, ومن بين الدواوير المتضررة التي يعاني سكانها : اغيغي ,تيزي, امسمترت , تنارشت, اديك, انزيك, تمدا, تمتلت, اغرمان, تزارين , ودواوير عديدة بايت حميد….., وقد طالب السكان بتحسين التعليم بالجماعة بوضع حد للتسيب الذي يعرفه هدا القطاع, من غيابات لا حدود لها للمدرسيين, غياب التفتيش, انعدام للبنى التحتية من مدارس لائقة ,مطاعم. كما طالب آخرون ببناء مدارس إضافية بالدواوير التي تعرف انقطاع أبناءها عن الدراسة لبعد المدرسة أو تواجدها بدوار آخر, قد يبعد عن مقر سكناهم بكيلومترات, وبناء إعدادية ثانوية و دار الطالب, بهدف وقف نزيف انقطاع الفتيات عن الدراسة لعدم رغبة أهلهن إرسالهن إلى مدينة تالوين لاستكمال الدراسة, وبالمناسبة فنسبة الانقطاع عن الدراسة بأزرار تعتبر الأعلى في تالوين نتيجة عدم تدخل الدولة, وأن كل من يبرر ذلك بعدم وعي الآباء أو تفشي الجهل و الأمية, فهذا مجرد تبرير واهي لفشل سياسة الدولة في تدبير الشأن الدراسي في مثل هذه المناطق. كما رفع الشباب تظلماتهم إلى من يهم الأمر, بكشفهم عن التلاعبات التي يعرفها الدقيق المدعم, وأن السكان لا يستفيدون بالشكل الكافي من هذا الدعم بمبرر عدم وجود كمية كافية لتغطية متطلبات السكان, وهو الملف الذي تورط فيه مؤخرا أحد التجار, بالصدفة, اثر حادثة سير في طريقه إلى ورزازات لتصريف الدقيق المبرمج توزيعه بأزرار. زيادة على ما سبق فالسكان يشتكون الأسعار الملتهبة بداعي تكاليف النقل , فبانعدام مراقبة الدولة للأسعار وللمواد الاستهلاكية أصبحت منطقة أزرار مرتعا لجبروت التجار وجشعهم الذي لا حدود له, بل الأكثر من ذلك يتواطؤون مع مسؤوليين للحيلولة دون إصلاح بعض الطرق حتى يحتكروا توزيعهم للمواد بأثمنة قريبة من الخيال لا يستطيع المواطن البسيط تحملها, وكل تاجر بشاحنته يعتبر دكان متنقل وناقل للأشخاص بشكل غير لائق دون احترام لكرامة المواطن, وذلك في غياب طرق معبدة تسمح بوصول وسائل النقل المزدوج إلى المنطقة, و تسهل سبل وصول شركات توزيع المواد الغذائية مباشرة إلى السكان لتفويت فرص الاحتكار الممنهج . أما القطاع الصحي بالمنطقة فحدث ولا حرج, فالجماعة تتوفر على سيارة إسعاف واحدة, أما المستوصف فخدماته منعدمة تماما, اللهم خدمة الإحالة إلى المستشفى الإقليمي, فالطبيب الرئيسي بمنطقة ازرار هو فقيه الدوار والشفاء بالبركة, وهدا الوضع أدى إلى مشاكل عدة للنساء الحوامل أثناء الوضع, و إلى وفاة العديد منهن, وكذلك حال المتعرضين للسعات الأفاعي والعقارب, أما خدمة الاتصال فالمنطقة مازالت محرومة من التغطية, مما يعيق تواصل السكان بذويهم بالمدينة, أو لطلب الإسعاف. و في الأخير فما يحز في النفس فهذه المنطقة أنجبت رجال وعلماء ناضلوا من اجل تحرير الوطن ووقفوا ندا أمام جبروت الاستعمار, و الآن أصبحت المنطقة تجازا بالإقصاء والوصاية الدائمة, دون فتح المجال لشبابها في المساهمة في تنميتها, وتقدمها, و ها هم أحفادهم بعد أن ضاقوا درعا من السياسات الفاشلة, خرجوا طوعا وتلقائيا كي ينتفضوا عنهم الذل والهوان والدونية الملصقة بهم, إلى درجة أن البعض شكك في قدرة السكان على الاحتجاج, حتى أن السلطة لم تحضر هده المظاهرة, بعد أن أقنعوها أن السكان خائفون وان الخوف متمركز في لا شعورهم, ورثوه عبر جينات أبائهم الذين عاشوا بطش الاستعمار وبعده طغيان المخزن والزمان.