بدأت درجات الحرارة بإقليم طاطا تقترب من ذروتها الموسمية التي تصل فيها إلى عتبة 50 درجة، ليبدأ معها هاجس الخوف من التبعات التي أضحت تبرز عاما تلو الآخر، خاصة مع سقوط ما أصبح يسمى " بشهداء الشمس " بالمنطقة، حيث تتسبب الحرارة المرتفعة جدا في حالات وفاة مؤكدة، إضافة إلى مصرع من 5 إلى 6 أطفال سنويا بسبب السباحة في المستنقعات الضحلة والوديان الراكدة كمتنفس وحيد للأطفال والمراهقين والشباب في فصل الحرارة الذي يبتدأ من أبريل من كل سنة. و يتساءل السكان هنا من سبب تماطل السلطات المحلية في فتح المسبح البلدي أمام هؤلاء الشباب والأطفال رغم أن المشروع كان إحدى ثمار الزيارة الملكية التي قام بها الملك محمد السادس إلى المدينة سنة 2007، وانتهت به الأشغال منذ مدة دون أن يفتح أبوابه أمام الفئات المستهدفة به. لأسباب غامضة، عزاها مصدر محلي إلى " تقاعس وتماطل " السلطات المحلية في أداء مهامها. وإذا كان أطفال طاطا يقاتلون الحر الشديد بلجوئهم إلى المستنقعات والبرك الآسنة مع ما تسببه من أمراض والتهابات خطيرة على صحتهم، فإن شبابها يتخذون من الشوارع الرئيسية ملاعب لكرة القدم في ساعات الليل حيث تنخفض الحرارة نسبيا، في انتظار أن تفتح القاعة المغطاة التي هي أيضا من ثمار الزيارة الملكية الرسمية للإقليم، أبوابها الموصدة رغم انتهاء الأشغال بها منذ أشهر طويلة. خاصة مع افتقار المدينة والإقليم ككل لمرافق القرب و ملاعب ومساحات ومؤسسات مفتوحة لإدماج الشباب. وبهذا الصدد يصرح مصدر جمعوي من المنطقة، بكون المشكل لا يكمن في الميزانيات ولا في السلطات المركزية، وإنما في كون السلطات المحلية تتعامل مع مشاريع الزيارة الملكية بنوع من اللامبالاة وعدم اكتراث لحاجة السكان إليها، حسب تعبير مصدرنا. مستشهدا بمشاريع المسبح البلدي و القاعة المغطاة والمحطة الطرقية والسوق الأسبوعي القديم. وجدير بالذكر أن جلالة الملك محمد السادس كان قد قام بزيارة تاريخية إلى الإقليم هي الأولى من نوعها لملك مغربي منذ فترة طويلة جدا، فدخلها العاهل الشاب سنة 2007 دخولا رسميا، حاملا معه عددا من المشاريع الكبرى التي تم تشييدها بالفعل دون أن تفرج السلطات المحلية عن مفاتيحها ليتم استغلالها من طرف المستهدفين بها. وهكذا يستمر انتظار الشباب الطاطوي هذا الافتتاح تحت أشعة الشمس الحارقة و في غياب البديل المناسب للتغطية على هذه التماطلات الغامضة. علما أن الإقليم سجل تطورا ملحوظا في مشاريع تنموية أخرى كالكهرباء و الطرق القروية.