شهدت مدينة أكادير، يوم الجمعة 24 يناير 2025، اجتماعًا استراتيجيًا هامًا ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، لمناقشة سبل تطوير مناطق الواحات وشجر الأركان. الاجتماع، الذي نظمته الوكالة الوطنية لتنمية هذه المناطق، جمع ممثلين عن جهات حكومية وقطاعات وزارية، إضافة إلى مؤسسات عمومية، في خطوة تعكس التزامًا جماعيًا بالنهوض بهذه المجالات الحيوية. ركز اللقاء على تقييم إنجازات المشاريع التنموية المنفذة منذ 2013، والتي كانت جزءًا من استراتيجية وطنية تم تقديمها أمام الملك محمد السادس. ووفقًا للمعطيات الرسمية، أسهمت الاستثمارات العمومية، التي بلغت 143 مليار درهم بين 2012 و2023، في تحسين عدة مؤشرات اجتماعية واقتصادية، أبرزها انخفاض معدل الفقر إلى 4.8%، وارتفاع نسبة التزود بالماء الصالح للشرب إلى 96%، والكهربة القروية إلى 99.78%، إضافة إلى تحقيق نسبة تمدرس شبه كاملة في الابتدائي. كما عرف الناتج الداخلي الخام لمناطق تدخل الوكالة نموًا ملحوظًا، منتقلاً من 96 مليار درهم سنة 2012 إلى 163 مليار درهم سنة 2023. الاجتماع شكل أيضًا مناسبة للكشف عن ملامح استراتيجية جديدة في أفق 2030، تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية، مع الاستفادة من الفرص المتاحة ضمن النموذج التنموي الجديد. المديرة العامة للوكالة قدمت عرضًا مفصلًا حول هذه الرؤية المستقبلية، التي تضع التشغيل وإدماج المرأة في صلب الأولويات، لضمان تنمية متوازنة ومستدامة. في ختام الاجتماع، شدد الوزير على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين لتوحيد الرؤى وضمان استمرارية المشاريع التنموية، بما يعزز قدرة هذه المناطق على الصمود أمام التحديات المستقبلية، ويؤمن استدامة المكتسبات المحققة.