يسود القلق في صفوف الآباء والأمهات بسبب الانتشار السريع لمرض "الحصبة"، الذي تحول إلى وباء في فترة وجيزة، وفق ما صرح به محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية. ويتخوف هؤلاء من أن تتحول المدارس التي تشكل نقط تجمع للتلاميذ والتلميذات إلى بؤر محتضنة للوباء، وذلك في ظل ترويج شائعات شتى حول إمكانية إغلاق المدارس أو تعليق الدراسة بسبب هذا المرض. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الوضع الوبائي في المؤسسات التعليمية مستقر ولا يدعو للقلق، مشيرا إلى أن الوزارة تتابع الوضع عن كثب. وأكد ذات المصدر أن المدارس تعمل بشكل طبيعي دون إغلاق أي مؤسسة أو قسم دراسي، على الرغم من تسجيل بعض حالات الإصابة بداء الحصبة في صفوف التلاميذ. وفيما يتعلق بالقرارات المستقبلية، كشف المصدر أن أي خطوات جديدة للتصدي للوباء ستعتمد على مستجدات الوضع الوبائي، وسيتم اتخاذها بالتنسيق الكامل مع اللجنة العلمية المختصة التي تتابع التطورات. وأضاف المصدر نفسه أن الوزارة تعمل بتنسيق كامل مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على مواكبة الوضع الصحي، مضيفا أن الجهود تتركز بشكل خاص على حملات التوعية والتحسيس التي تهدف إلى توعية جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أولياء الأمور والأساتذة، بأهمية الوقاية والتلقيح. وفي سياق متصل، شدد المصدر ذاته على أن الوزارة تتبع إجراءات احترازية تم وضعها منذ بداية ظهور حالات الإصابة، وهي إجراءات تشمل الوقاية وزيادة الوعي بين أفراد المجتمع المدرسي، كما تركز بشكل أكبر على المناطق المتأثرة بشكل مباشر بالوباء، مثل طنجة وبعض مناطق سوس ومراكش، بينما تواصل متابعة باقي المناطق لضمان عدم تفشي المرض. ولفت المصدر المسؤول إلى أن الحملة الاستدراكية ضد الحصبة تركز على متابعة التلقيحات بشكل دقيق لضمان تغطية جميع التلاميذ، كما يتم مراقبة وضعهم الصحي بشكل مستمر، مع اتخاذ إجراءات حاسمة في حال رصد أي حالات مصابة، عبر توجيهها مباشرة إلى المراكز الصحية المتخصصة. وتجدر الإشارة إلى أن داء الحصبة أودى، ولحدود اللحظة، بحياة 120 شخصا، مع تسجيل 25 ألف إصابة، ما يؤشر على دخول المرض مرحلة حرجة، بسبب كثرة الوفيات والإصابات، خاصة في صفوف الأطفال غير الملقحين.