في خطوة تعزز التعاون البيئي والتقني بين إسبانيا والمغرب، أعلنت شركة النقل البحري الإسبانية "باليراريا" عن إطلاق قريب لأول ممر بحري أخضر يربط بين ميناء طريفة بقادس وميناء طنجةالمدينة. الإعلان جاء خلال الدورة الخامسة والأربعين من المعرض الدولي للسياحة "فيتور 2025" في مدريد، حيث شهد الحدث حضور شخصيات بارزة من مجالات النقل والتنمية المستدامة. يعد هذا المشروع، الذي يتم بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، نموذجًا عالميًا في الاستدامة والابتكار، إذ يعتمد بالكامل على الطاقة الكهربائية لتحقيق حيادية كربونية كاملة بحلول عام 2050. المشروع سيعمل عبر سفينتين كهربائيتين صُممتا خصيصًا للربط بين أوروبا وإفريقيا بمسافة 18 ميلاً بحريًا دون أي انبعاثات. تفاصيل المشروع العبّارات الجديدة، التي يتم بناؤها في أحواض خيخون الإسبانية، ستكون مجهزة بأربعة محركات دفع كهربائية تعمل ببطاريات ذات سعة 11,500 كيلوواط/ساعة. وتتيح هذه التقنية إتمام الرحلة البحرية بالكامل بالدفع الكهربائي. لضمان كفاءة الشحن، ستتوقف العبّارات لمدة ساعة في كل ميناء، حيث ستستخدم تجهيزات شحن متطورة بطاقة تصل إلى 8 ميجاوات/ساعة، مع إمكانية إعادة الشحن الكامل خلال 40 دقيقة فقط. الأبعاد والتصميم تتميز العبّارات بتصميم عصري يبلغ عرضه 25 مترًا، مع قدرة استيعابية تصل إلى 804 ركاب و225 سيارة، وسرعة قصوى تصل إلى 26 عقدة. وتم تزويدها بنظام "T-Foil" للتخفيف من حركة الأمواج وتعزيز الاستقرار، إضافة إلى جنيحات ودافعات حديثة لتحسين المناورة. الأبعاد البيئية والتنموية في تصريح له، أكد أدولفو أوتور مارتينيز، رئيس شركة "باليراريا"، أن المشروع يسير وفق أهداف الاستدامة البيئية التي وضعتها هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء، بعد فوز الشركة بمناقصة لتسيير الرحلات لمدة 15 عامًا. وأوضح أن الخط الجديد سيكون أسرع الممرات وأكثرها استدامة بين أوروبا وإفريقيا، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيساهم في كهربة البنية التحتية للموانئ على ضفتي مضيق جبل طارق. من جهتها، وصفت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، المشروع بأنه مبادرة مبتكرة تعزز الروابط بين البلدين وتدعم جهودهما المشتركة لتنظيم كأس العالم 2030. أبعاد اقتصادية واجتماعية يتجاوز المشروع أهداف النقل البحري ليكون محورًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومصدرًا لجذب المواهب الجديدة من كلا البلدين. ويعكس التعاون بين شركات مثل "كوتينا فال"، "إنديسا"، و"أمنديس"، التزامًا بتقديم حلول تقنية متقدمة تدعم التنمية المستدامة وتعزز دور المنطقة كحلقة وصل بين القارتين. مع اكتمال المشروع في عام 2027، من المتوقع أن يصبح هذا الممر البحري نموذجًا عالميًا للتنقل المستدام، معززًا التنمية والتعاون الإقليمي بين ضفتي مضيق جبل طارق.