أعلنت شركة BALEÀRIA / بالياريا عن مشروعها الطموح لإطلاق عبارتين سريعتين تعملان بالكهرباء بنسبة 100% وبدون أي انبعاثات، لتشغيل أول ممر بحري بيئي بين ميناء طريفة الإسباني وميناء طنجةالمدينة. وجاء هذا الإعلان خلال معرض FITUR السياحي، حيث أكدت الشركة أن المشروع يمثل خطوة رائدة في مجال النقل المستدام، من خلال اعتماد تقنيات حديثة تقلل من التأثير البيئي وتتماشى مع المعايير البيئية الأوروبية الصارمة. وحصلت الشركة على عقد إدارة هذا الخط لمدة 15 عامًا، بعد منافسة قوية، حيث منحت الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء العقد بناءً على معايير بيئية وتقنية دقيقة. ويشمل المشروع بناء سفينتين توأمتين في أحواض بناء السفن "أرمون"، إضافة إلى تطوير الموانئ عبر تركيب أنظمة متقدمة لشحن البطاريات، مما يتيح تشغيل الرحلات البحرية بين المغرب وإسبانيا بدون أي انبعاثات. وخلال حفل تقديم المشروع، الذي حضره نحو 300 شخصية بارزة، أكد رئيس الشركة أدولفو أوتور أن هذا المشروع المشترك بين القطاعين العام والخاص يعكس رؤية جديدة للنقل البحري المستدام، حيث سيتم تشغيل الرحلات بالكامل بالطاقة الكهربائية، ما يجعله نموذجًا عالميًا في هذا المجال. وأشار إلى أن الدفع الكهربائي لن يقتصر على خفض الانبعاثات، بل سيسهم أيضًا في تقليل الضوضاء والاهتزازات، مما يوفر تجربة سفر أكثر راحة للمسافرين. وسيتم بناء السفينتين في مدينة خيخون الإسبانية خلال الثلاثين شهرًا المقبلة، بقدرة كهربائية تبلغ 16 ميجاوات، وبطاريات بسعة 11,500 كيلوواط/ساعة، مما يسمح بتنفيذ الرحلة البحرية التي تمتد على 18 ميلًا بحريًا دون أي انبعاثات. كما سيتم تركيب مولدات احتياطية تعمل بالديزل، بطاقة 11,200 كيلوواط، لاستخدامها في الحالات الطارئة فقط. وستتم عملية شحن البطاريات بالكامل خلال توقف السفن في كل ميناء، حيث سيتم تزويد كل ميناء ببطاريات أرضية بسعة 8 ميجاواط/ساعة، وأذرع روبوتية متطورة تدعم تقنيات OPS لتزويد السفن بالكهرباء مباشرة من الشاطئ. ويمثل هذا المشروع نموذجًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تشارك فيه شركات هندسية وطاقة كبرى، مثل كوتينافال، إنديسا، أمانديس، وIncat Crowther، ما يعزز من التكامل التقني والاقتصادي للمشروع. وأكد أوتور أن هذا الممر البيئي سيعزز الروابط التاريخية والاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، وسيسهم في خلق فرص اقتصادية جديدة على جانبي المضيق. وحظي المشروع بدعم قوي من المؤسسات، حيث أكدت كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في إسبانيا، أن هذا المشروع المستدام سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وسيدعم ترشحهما المشترك لاستضافة كأس العالم 2030. كما أشار خوسيه أنطونيو سانتانو، كاتب الدولة الإسباني للنقل والتنقل المستدام، إلى أن إزالة الكربون من قطاع النقل تمثل إحدى أولويات الحكومة الإسبانية، مشيدًا بريادة باليرْيا في هذا المجال. أما وزير السياحة بالأندلس، أرتورو بيرنال، فقد أبرز الأثر الإيجابي للمشروع على السياحة، متوقعًا أن يصل عدد الركاب إلى 4 ملايين مسافر سنويًا. من جهته، شدد خراردو لاندالوسي، رئيس الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء، على أهمية الاستثمارات في كهربة الأرصفة، مشيرًا إلى تخصيص 62 مليون يورو لمشاريع OPS في موانئ طريفة والجزيرة الخضراء. وستعتمد السفن الجديدة على تصميم شبيه بعبارتي إليانور روزفلت ومارغريتا سالاس، لكن مع تحسينات تتناسب مع خصوصيات موانئ طريفة وطنجةالمدينة. ويبلغ عرضها 25 مترًا، فيما تستوعب 804 ركاب و225 سيارة، مما يعزز من سعتها التشغيلية وراحتها البيئية، ويجعلها نموذجًا للنقل البحري الحديث والمستدام.