في خطوة فاجأت الأسواق المالية العالمية، أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عملته الرقمية المشفرة $TRUMP عشية تنصيبه لولاية ثانية. الإعلان المفاجئ، الذي جاء عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي مساء الجمعة، أثار موجة تفاعل هائلة وساهم في رفع قيمة العملة إلى مستويات قياسية خلال ساعات قليلة. في أقل من يوم، ارتفعت العملة من قيمتها الأولية البسيطة إلى 33.87 دولارًا، محققة نموًا غير مسبوق بنسبة 18,000%، قبل أن تستقر عند 26 دولارًا بقيمة سوقية تجاوزت 5 مليارات دولار. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، استمرت العملة في تسجيل قفزات نوعية، حيث بلغت قيمتها 68.66 دولارًا، مما رفع قيمتها السوقية إلى 19.87 مليار دولار، وسط ارتفاع بنسبة 217.21% خلال آخر 24 ساعة. الإعلان عن العملة جاء بالتزامن مع حفل "كريبتو بول" الافتتاحي في العاصمة واشنطن، الذي شهد حضورًا لافتًا من كبار شخصيات قطاع العملات الرقمية، ومسؤولين سياسيين، وأعضاء من فريق ترامب الجديد. في كلمة موجزة ألقاها خلال الحفل، وعد ترامب بأن تكون ولايته القادمة الأكثر دعمًا للعملات الرقمية في تاريخ الولاياتالمتحدة، معربًا عن عزمه إلغاء السياسات التنظيمية الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن، والتي دفعت العديد من الشركات لنقل عملياتها إلى الخارج. فيما التزم ترامب الصمت بعد الإعلان عن العملة، وصف ابنه إريك ترامب العملة عبر منصة "إكس" بأنها "أشهر ميم رقمي على الإطلاق". ولم يتأخر حساب ترامب المنتخب في إعادة نشر هذه التصريحات، مما أثار تفاعلًا كبيرًا على المنصة، وأدى إلى زيادة شهرة العملة الجديدة. مصطلح "ميم" يُطلق على الأصول التي تحقق شعبيتها من وسائل التواصل الاجتماعي والإشارات الرقمية بدلًا من الأداء المالي التقليدي. إلا أن العملات الرقمية من هذا النوع غالبًا ما تُثير قلق المستثمرين بسبب تقلباتها الحادة وطبيعتها المضاربية التي تستقطب الباحثين عن الربح السريع. هذا الإطلاق الجريء يعكس رؤية ترامب في الجمع بين الابتكار الاقتصادي والدعم السياسي، مما يضعه في موقع غير مسبوق داخل عالم العملات الرقمية. ومع تحقيق العملة لنجاح مدوٍ خلال ساعات، يبقى السؤال: هل ستُحافظ $TRUMP على زخمها وتُعيد تشكيل العلاقة بين السياسة والتكنولوجيا؟