طالبت النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، نعيمة الفتحاوي، بحماية معلمة "تمزكيدا أوكرض" التاريخية بجماعة الدراركة التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، والعناية بها. ويقع موقع "تمزكيدا أوكرض"، المعروف أيضا بقبور السعديين، في "أكرض" بدوار "أكلكال" بمنطقة "مسكينة"، على بعد حوالي 12 كيلومترا شمال شرق مدينة أكادير، حيث يعود تاريخ هذه القبور إلى فترة الدولة السعدية، كما أنها تمثل جزءا من التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. وحسب ما أوردته النائبة البرلمانية في سؤال كتابي وجهته إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، فقد بقي موقع "تمزكيدا أوكرض" صامدا وشاهدا على حقب تاريخية قديمة، كما أن المنطقة التي يوجد بها تزخر بآثار أخرى تدل على حقبة المرابطين والموحدين والسعديين. أما مسجد "تمزكيدا أوكرض"، والذي يعود بناؤه إلى عهد الموحدين، فقد سجلت الفتحاوي أنه يعزز من القيمة التاريخية والدينية للموقع، إذ يتميز بأبنيته المخالفة للأبنية المحلية، كما أن بعض مرافقه لا تزال قائمة. ولفتت ذات المتحدثة إلى أن بعض مظاهر العمارة في المنطقة تحمل الطابع السعدي وكذلك زخرفة بعض القبور التي ما تزال معروفة لدى السكان باسم "تِيسعديِّين"، الأمر الذي يمكن تفسيره بأنها قبور بعض الأمراء السعديين وأفراد أسرهم. وأضافت النائبة البرلمانية أن مقبرة هذا المسجد، الذي يعد أقدم جامع قريب من الساحل الأطلسي، في اتجاه ميناء أكادير، كانت تنقل إليها جثث المجاهدين الذين كانوا يستشهدون في المعارك التي خاضها السعديون ضد البرتغال أثناء احتلالهم لحصن أكادير (1505/1541). وأخذا بعين الاعتبار هذه المعطيات الهامة، تساءلت عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة الشباب والثقافة والتواصل للعناية بالموقع المذكور وتوفير الحماية له لضمان استدامته للأجيال القادمة، كما تساءلت عن التدابير الكفيلة بتصنيفه كموقع تراثي وطني. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة كانت قد أشرفت على ترميم موقع "تمزكيدا أوكرض" في إطار اتفاقية بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة وجهة سوس ماسة وجماعة الدراركة سنة 2020، في حين تشدد العديد من الفعاليات على ضرورة إيلائه العناية والاهتمام اللازمين، وحمايته من مختلف العوامل التي قد تؤدي إلى اندثاره مع مرور الوقت.