اشتكى مجموعة من الصناع التقليديين المحليين مما وصفوه ب "الإقصاء" و"التهميش" الذي يتعرضون له خلال تنظيم المعارض الإقليمية والجهوية بسوس ماسة. وأفاد هؤلاء بأن هذه الفعاليات التي يفترض أن تكون مكانا لترويج منتجاتهم وتعزيز الاقتصاد المحلي تحولت، في نظرهم، إلى منصة لاستقدام مشاركين من خارج الجهة، الأمر الذي يضرب في العمق مبدأ "تكافؤ الفرص". وأكد الصناع أن مثل هذه المعارض تشكل فرصة حيوية لتسويق منتجاتهم وتوسيع قاعدة زبائنهم، غير أن مشاركة صناع تقليديين من خارج جهة سوس ماسة يؤثر سلبا على فرصهم في عرض منتجاتهم والاستفادة من هذه المناسبات التجارية المهمة. وأوضح ذات الحرفيين أن مشاركة صناع تقليديين من خارج الجهة يتنافى مع أهداف دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة، كما أنه يؤدي إلى تقليص فرص الصناع المحليين في الوصول إلى الزبائن. وشدد هؤلاء على أن الإقصاء المتكرر يهدد استمرارية العديد من الحرف التقليدية بسوس ماسة، علما أن هذه الحرف تعد جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي لجهة وسط المملكة. وأمام هذا الوضع، طالب الحرفيون الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإعادة النظر في طريقة اختيار المشاركين في معارض الصناعة التقليدية وضمان تمثيلية عادلة للحرفيين المحليين. وإلى جانب ذلك، دعا هؤلاء إلى إعطاء الأولوية للمنتجين المحليين في المشاركة في معارض أكادير وجهة سوس ماسة، وتشجيعهم على الاستمرار في تطوير مهاراتهم وحرفهم. من جهتهم، أعرب عدد من المهتمين بالشأن المحلي عن تضامنهم مع مطالب الحرفيين، مؤكدين أن الحفاظ على التراث الثقافي والصناعات التقليدية يتطلب دعما مستمرا وفعالا من قبل الجهات الوصية، سواء من خلال تنظيم معارض محلية أكثر شمولية أو عبر توفير فضاءات دائمة لعرض وتسويق المنتجات التقليدية بجهة وسط المملكة.