في اكتشاف علمي مثير، تم الإعلان الأسبوع الماضي عن العثور على أحفورة نادرة في المغرب تعود لحيوان مفترس بحري من عصور ما قبل التاريخ، يحمل اسم "Carinodens acrodon". هذا الزاحف البحري الغامض جاب المحيط الأطلسي خلال أواخر العصر الطباشيري، وكشف عن رؤى جديدة حول تنوع وتطور موساصوريات، المجموعة التي سيطرت على البحار قبل انقراض الديناصورات. الحفريات المكتشفة، التي تضمنت فكين علوي وسفلي محفوظين بشكل استثنائي، قدمت للعلماء أدلة هامة حول نظام هذا الحيوان الغذائي وسلوكه ودوره البيئي. وعلى عكس الاكتشافات السابقة التي غالبًا ما كانت غير مكتملة، أتاح هذا الاكتشاف دراسة تفاصيل دقيقة لشكل أسنانه المتخصصة، مما يعيد كتابة تاريخ التنوع البيئي لهذا النوع. تكيفات فريدة وإمكانات علمية كبيرة أظهرت الدراسة أن Carinodens acrodon تميز عن بقية الموساصوريات بتكيفاته الفريدة. كانت أسنانه مهيأة لسحق الفريسة ذات الأصداف الصلبة مثل الرخويات والقشريات، بفضل تيجانها الطويلة وقممها المثلثة. وبفضل حجمه الصغير نسبيًا وفكيه الممدودين، برز هذا النوع كفرع متخصص للغاية من تطور الموساصوريات. أهمية الاكتشاف تم العثور على الأحفورة في رواسب العصر الماستريخي في المغرب، وهو اكتشاف يُعتبر الأول من نوعه الذي يوفر فكين علوي وسفلي محفوظين لهذا النوع. سمح ذلك بتوسيع فهم العلماء لهذا الزاحف الغامض، مما يعزز الفهم الحالي لتنوع الأنظمة الغذائية بين الموساصوريات. علماء الحفريات يتحدثون وفقًا للدكتور نيكولاس لونجريتش، عالم الحفريات بجامعة باث، فإن هذا النوع يمثل قفزة علمية في فهم الديناميات البيئية للمحيطات القديمة. أضافت الورقة البحثية المنشورة في مجلة Diversity أن تطور أشكال الأسنان بين الموساصوريات يعكس قدرتها على التكيف مع أنظمة غذائية متنوعة بحلول نهاية العصر الطباشيري. رؤية جديدة للتاريخ الطبيعي يمثل هذا الاكتشاف خطوة هامة لفهم التطور البيئي في المحيطات القديمة، حيث يسلط الضوء على كيف استطاعت زواحف بحرية مثل Carinodens acrodon الاستفادة من بيئاتها المتنوعة. كما يفتح المجال أمام مزيد من الأبحاث حول هذه الحقبة المهمة من تاريخ الأرض، خاصة مع وجود المغرب كواحد من أهم المناطق الغنية بالحفريات الفريدة. هذا الاكتشاف ليس فقط إضافة للسجل الأحفوري، بل أيضًا شهادة على أهمية البحث المستمر لفك أسرار الماضي، مما يلهم العلماء للمضي قدمًا في استكشاف المجهول.