استمرت الحرائق المدمرة التي اجتاحت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في فرض تهديدها على حياة السكان وممتلكاتهم، وسط توقعات بخطر تصاعد الحرائق من جديد بفعل الرياح العاتية، وفقًا لتصريحات خدمة الطقس الوطنية الأمريكية. شهدت لوس أنجلوس، إحدى أغلى المدن الأمريكية التي يسكنها المشاهير والأثرياء، حرائق واسعة النطاق قبل أسبوع نتيجة عواصف نارية حملتها رياح "سانتا آنا" القوية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية الدمار الكبير الذي ألحقته النيران بأحياء بأكملها، فيما لا تزال النيران مشتعلة في بعض المناطق، مهددة بمزيد من الخسائر. وصف حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، هذه الحرائق بأنها قد تكون أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وارتفع عدد القتلى جراء الحرائق إلى 24 شخصًا، بينما لا يزال خطر عودة الرياح المتجددة يثير المخاوف من توسع النيران أو اشتعال حرائق جديدة. مديرة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، صرحت قائلة: "لسنا في مأمن"، مشيرة إلى استمرار نشر معدات الإطفاء في المناطق المهددة. وأضافت أن فرق الإطفاء تعمل بلا كلل لاحتواء الحرائق، رغم تحديات التضاريس والرياح التي بلغت شدة الأعاصير. وفي سياق متصل، تقوم السلطات بدوريات مكثفة في المناطق المتضررة لمنع وقوع عمليات سرقة أو نهب، حيث تم اعتقال العشرات، مع تأكيد أن أي محاولة للسرقة ستواجه بإجراءات قانونية صارمة. على الرغم من جهود فرق الإطفاء، تظل عوامل الطبيعة عائقًا رئيسيًا أمام السيطرة على الحرائق. نائب رئيس إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، برايس بينيت، أوضح أن ما يحتاجه رجال الإطفاء هو الوقت والموارد والهدوء المناخي. ومع استمرار التحذيرات الحمراء وتجدد العواصف، يبقى الأمل معقودًا على تغير الأحوال الجوية. من جانبها، أكدت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أنها ستغطي تكاليف إزالة الحطام الناتج عن الحرائق لمدة 180 يومًا، مع الإشارة إلى أن عملية التنظيف قد تستغرق أكثر من ذلك. مديرة الوكالة، ديان كريسويل، شددت على التزام الحكومة بجهود إخماد الحرائق وإنقاذ الأرواح. بينما تواجه لوس أنجلوس تحديًا هائلًا للبقاء على قيد الحياة وسط هذه الأزمة، يستمر سكانها في التكاتف لمساعدة المتضررين، في وقت تنتظر فيه المدينة استراحة من الطبيعة الأم لبدء التعافي من هذه الكارثة غير المسبوقة.