في قلب المدينة العتيقة لتيزنيت حيث تتناغم أزقتها مع عبق التاريخ وعراقة التراث، شهد المسجد الكبير مساء يوم الإثنين 13 يناير 2025 حدثا روحانيا مميزا بعنوان "ليالي روحانيات تيفلوين" الذي جمع بين أهل المدينة وزوارها في مناسبة دينية وثقافية تبرز غنى وتنوع الهوية الثقافية لتيزنيت. تمثل "ليالي روحانيات تيفلوين" مناسبة روحانية تهدف إلى تسليط الضوء على جماليات التراث الروحي لأبناء المنطقة. هذه الفعالية تمثل فرصة لتلاقي المتعبدين والزوار المهتمين بالثقافة الصوفية في فضاء واحد، حيث يتبادلون المعارف والتجارب الروحية، مما يعزز من روح الوحدة والتكامل بين الحضور. تألقت الأمسية بجو من الروحانية الساحرة، حيث تفاعل الحضور مع الأذكار والتلاوات القرآنية التي أضاءت المسجد الكبير مما أضفى على الأجواء طابعا مهيبا من السكينة والطمأنينة. كما تم استحضار العديد من الأناشيد الروحية التي يختص بها هذا النوع من التجمعات، مما جعل الأجواء أكثر قربا إلى النفوس وأعمق في التأثير الروحي. على مدار الفعالية تنوعت الأنشطة الثقافية والروحية، حيث تم استضافة عدد من المشايخ والعلماء الذين شاركوا بتلاوات قرآنية ومواعظ دينية، مما ساهم في إضفاء أبعاد معرفية وروحية على الحدث وجعل الحضور في حالة من التأمل والتفاعل العميق مع المعاني الدينية. يعد المسجد الكبير في تيزنيت أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المدينة، حيث يمثل مركزا للتعلم الديني والروحانيات والمناسبات الثقافية. ومن خلال هذا الحدث يظهر جليا الدور الذي يلعبه المسجد في الحفاظ على العادات والتقاليد المحلية، وفي كونه نقطة لقاء بين الأجيال المختلفة التي تعمل على نقل المعارف الروحية والثقافية. "ليالي روحانيات تيفلوين" لم تكن مجرد مناسبة دينية، بل كانت جسرا يربط بين الماضي والحاضر ويعزز التواصل الروحي بين أفراد المجتمع. وقد ساهمت هذه الفعالية في تعزيز مكانة تيزنيت كمدينة ثقافية وروحية، تعكس عمق تاريخها في مجالات الدين والتعليم. وفتح هذا الحدث آفاقا جديدة لاستكشاف معاني التراث الديني في العصر الحديث، مما يسهم في إبراز المدينة على الساحتين المحلية والدولية. من خلال هذه الفعاليات تثبت تيزنيت مكانتها كمدينة ذات تاريخ عميق في الحقلين الديني والتعليمي، مما يجعلها نقطة جذب للزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين يتطلعون لاكتشاف كنوزها الروحية والثقافية.