اختارت فعاليات أمازيغية إحياء رأس السنة الأمازيغية "إيض ن يناير" بطريقة مغايرة، وذلك من خلال الوقوف على ما أسمته "الاختلالات" التي عرفها تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية طوال السنوات الماضية. وفي الوقت الذي يخلد فيه المغاربة، يوم غد الثلاثاء، رأس السنة الأمازيغية للمرة الثانية بعد القرار الملكي الذي جعل من هذه المناسبة عطلة رسمية مؤدى عنها، رصدت هذه الفعاليات "التأخر الكبير وغير المفهوم في تفعيل وتنزيل مضامين القانون التنظيمي الذي يحدد، بشكل صريح ودقيق، مراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية". في هذا السياق، اعتبرت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي أن تخليد "إيض ن يناير" هو فرصة لتنبيه الحكومة وكافة المعنيين إلى "التأخر الكبير وغير المفهوم في تفعيل وتنزيل مضامين القانون التنظيمي 26/16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية". وانتقدت المجموعة ما أسمته "غياب إرادة سياسية لدى الحكومة في تفعيل حقيقي للترسيم الدستوري للأمازيغية وعدم وجود رؤية مندمجة واضحة لإدماج الأمازيغية في جميع مؤسسات الدولة والقطاعات العمومية ذات الأولوية أفقيا وعموديا". وفي بيان حول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، استنكرت المجموعة "ترسيخ منطق التراجعات والإهمال في ورش تدريس اللغة الأمازيغية وعدم الوفاء بما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي وعدم احترام الآجال القانونية في مسلسل إدماج الأمازيغية داخل المنظومة التربوية". وفي هذا الصدد، رصدت المجموعة "عدم التعميم في المستوى الابتدائي داخل آجال خمس سنوات بعد إصدار القانون التنظيمي سنة 2019 وعدم إدماج تدريس الأمازيغية في السلك الإعدادي والثانوي إلى حد الآن، بالإضافة إلى إقصاء الأمازيغية في التعليم الأولي وما قبل المدرسي بشكل يثير الاستغراب وإقصائها في مشروع المدرسة الرائدة". وإلى جانب ذلك، نددت المجموعة نفسها ب "حرمان الأمازيغية من حقوقها في الميزانية العامة للدولة، الأمر الذي ينعكس على مكانتها المحدودة جدا في السياسات العمومية للدولة"، مشيرة إلى أن "محاولة تغطية ذلك ببرمجة صندوق خاص بالأمازيغية يؤكد تخبط الحكومة في مسارات التفعيل وعدم جديتها". وفي مقابل ذلك، تتشبث الحكومة بكونها ملتزمة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية ، وهو الأمر الذي أكده عزيز أخنوش، في تصريح له على هامش مشاركته في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، بمدينة أكادير، مبرزا أنه تم في هذا الإطار إنجاز عدة مشاريع تهدف إلى إدماج اللغة الأمازيغية، لاسيما على مستوى الإدارات العمومية والمنظومة التربوية .