تشهد احتفالية تفلوين بمدينة تزنيت، إحدى أبرز الفعاليات الثقافية الأمازيغية في المنطقة، حالة من الفوضى والاختناق بسبب التدفق الكبير للزوار. مع انطلاق هذه التظاهرة السنوية في المدينة القديمة، تحول الحماس إلى استياء واسع نتيجة الازدحام الذي أدى إلى إغلاق الممرات والمداخل الضيقة، مما تسبب في تدافع وصعوبة في التنقل، وسط بيئة وُصفت بغير الآمنة. أثار هذا الوضع تساؤلات حول غياب تخطيط شامل يراعي القدرة الاستيعابية للمكان، خصوصًا في ظل تزامن الأنشطة المتنوعة التي تُنظم دون تنسيق واضح. الزوار وسكان المنطقة دعوا إلى مراجعة شاملة للجوانب التنظيمية، لضمان تجربة أفضل للجميع، والحفاظ على سمعة المدينة كمركز ثقافي وتراثي. شكوى العارضين من غياب المرافق الصحية إلى جانب المشاكل التنظيمية الأخرى، عبّر عدد من العارضين المشاركين في احتفالية تفلوين عن استيائهم من الغياب التام للمرافق الصحية طيلة أيام التظاهرة. وقد أشار هؤلاء إلى أن هذا النقص أثّر سلبًا على راحتهم وظروف عملهم، مشددين على ضرورة تدارك هذا الإشكال في الدورات القادمة لتوفير بيئة عمل ملائمة تليق بمستوى هذا الحدث الثقافي. دعوات لتخصيص فضاء أوسع يرى المتابعون الذين تحدثوا لموقع أكادير 24 في عين المكان أن الحل الأمثل يكمن في تخصيص فضاء أوسع خارج المدينة القديمة لإقامة الفعاليات. يمكن لهذا الفضاء أن يكون مجهزًا بمعايير تنظيمية وصحية تلبي احتياجات المشاركين والزوار، مع الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي للمدينة. مشاكل المرور والحلول المقترحة من أبرز المشكلات التي تفاقمت خلال الاحتفالية هي أزمة المرور الناتجة عن غياب تنظيم دقيق لحركة المركبات. ولتخفيف الضغط عن المنطقة المحيطة، اقترح المتابعون اعتماد مسارات واضحة للولوج والخروج، إلى جانب إنشاء مواقف سيارات بعيدة عن موقع الحدث، مع توفير وسائل نقل بديلة ومريحة. إعادة تنظيم البرمجة الفنية تعاني التظاهرة أيضًا من غياب التنسيق في البرمجة الفنية، حيث تتداخل الأنشطة بشكل يحد من قدرة الزوار على الاستمتاع الكامل بالفعاليات. لذا، يُعد إعادة تصميم جدول الأنشطة بطريقة منظمة وموزعة على أوقات مختلفة خطوة ضرورية لتحقيق تجربة متكاملة تناسب مختلف الفئات العمرية. ضرورة التغيير لضمان النجاح المستدام نجاح احتفالية تفلوين لا يُقاس فقط بحجم الحضور، بل أيضًا بمدى رضا الزوار وتنظيم الحدث. الدعوات للتغيير تركز على أهمية تحسين أسلوب الإدارة الحالية، لضمان استدامة هذا الحدث كوجهة ثقافية وسياحية متميزة. تحقيق هذا الهدف يتطلب الاستفادة من التجارب السابقة، مع وضع الزوار وسكان المنطقة في صلب أولويات التنظيم، لتبقى احتفالية تفلوين رمزًا يعكس غنى تراث تزنيت وأصالة ثقافتها.