أثار تعيين الفنانة لطيفة أحرار عضوة بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لهذا القرار ومعارض له. جاء التعيين من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين المداوي، تطبيقًا للمادة 8 من القانون رقم 2012 المتعلق بالوكالة الوطنية، وتفعيلًا للمرسوم رقم 116.154 لعام 2016، الذي ينص على تعيين ممثل عن المؤسسات غير التابعة للجامعات. لماذا أثار تعيين لطيفة أحرار الجدل؟ لطيفة أحرار، التي تعد من الأسماء اللامعة في مجال الفن، تواجه اليوم انتقادات حادة من بعض الأوساط التي ترى أن قرار تعيينها في هذا المنصب لا يتناسب مع خبرتها الأكاديمية المحدودة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. يرى المعارضون أن مجالها الفني محصور في السينما والمسرح ولا علاقة له بالجانب الأكاديمي أو البحث العلمي، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الإسهام في تقييم نجاعة التعليم العالي في المغرب. من جهة أخرى، يراهن مؤيدو القرار على أن أحرار، بكونها مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي منذ 2022، تمثل واحدة من المؤسسات التعليمية العليا، مما يتيح لها حق العضوية في هذه الوكالة. لمحة عن لطيفة أحرار لطيفة أحرار، المولودة في 12 نوفمبر 1971 بمدينة مكناس، نشأت في أسرة أمازيغية من الأطلس المتوسط. بدأت مسيرتها الفنية منذ مراهقتها ودرست في المعهد العالي للفن المسرحي بالرباط، حيث تخرجت عام 1995. لم تقتصر تجربتها على التمثيل، بل تابعت دراستها في ماستر السينما الوثائقية بجامعة عبد المالك السعدي في تطوان، وعملت أستاذة بالمركز النموذجي للتكوين المسرحي في الرباط. لقد قدمت أحرار العديد من الأفلام والمسرحيات الناجحة، وحازت على جوائز متعددة على الصعيدين الوطني والدولي. ورغم أنها نشطت في مجال الفن، فإن تجربتها الإدارية، وخاصة في إدارة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، قد تكون نقطة تحوّل في مسارها المهني، مما يؤهلها لتولي المسؤولية في الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي. آراء متباينة رغم الاحتفاء ببعض الجوانب الأكاديمية التي قد تضفيها أحرار على المجلس، يبقى هناك تساؤل كبير حول تأثير هذا التعيين على عملية تقييم التعليم العالي في المغرب. ومعارضة البعض لهذا القرار تبقى مشروعة، خاصة في ضوء نقص الخبرة الأكاديمية لها في مجال التعليم العالي، في حين يرى البعض أن وجودها كفنانة قد يسهم في إضفاء بُعد ثقافي وإنساني على عمل الوكالة. رسالة الوزير وأهداف الوكالة في المراسلة الموجهة إلى لطيفة أحرار، أكد وزير التعليم العالي أن تعيينها يأتي وفقًا للقانون، مشيرًا إلى أن مجلس إدارة الوكالة يعقد اجتماعات دورية لدراسة القوائم المالية وإقرار الميزانية الخاصة بالسنة المالية القادمة. ويهدف المجلس إلى ضمان مستوى عالٍ من الجودة في التعليم العالي، من خلال تقييم البرامج الأكاديمية والتوجهات التعليمية. التحديات أمام التعليم العالي مع استمرارية هذا الجدل حول العضوية الجديدة، يبقى الأهم هو توجيه الأنظار نحو التحديات الكبيرة التي يواجهها التعليم العالي في المغرب، مثل تحديث المناهج الدراسية، تحسين جودة التعليم، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والفنية.