في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المغربية لاستقبال منافسات كأس العالم 2030، تتوالى الانتقادات بشأن تعثر مشاريع تنموية حيوية في جهة سوس ماسة، نتيجة الحسابات السياسية بين المنتخبين. ومن أبرز هذه المشاريع، مشروع اتفاقية الشراكة لتأهيل مركز جماعة أورير شمال أكادير، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 73 مليون درهم. الاتفاقية التي صادق عليها كل من مجلس جهة سوس ماسة ومجلس جماعة أورير في فبراير ومارس الماضيين على التوالي، تهدف إلى تقوية الشبكة الطرقية، تأهيل أحياء ناقصة التجهيز، وتهيئة ساحات ومساحات خضراء. غير أن تنفيذ المشروع توقف بسبب عزل رئيس جماعة أورير السابق المنتمي إلى حزب "الأحرار"، وتغيير القيادة السياسية بالمجلس المحلي إلى حزب "الوردة". بحسب مصادر من داخل جماعة أورير، يرفض رئيس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، توقيع الاتفاقية لتنفيذ المشروع، مخافة أن يُحسب إنجازه لصالح منافسيه السياسيين. رغم التدخلات الرسمية، بما في ذلك محاولة والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، تسهيل الإجراءات، لم يُحرز أي تقدم في الملف. ما يزيد الوضع تعقيدًا، أن شركة "العمران"، المكلفة بتنفيذ المشروع، أطلقت طلبات عروض لإعداد الدراسات التقنية والتنفيذية، ما يشير إلى جاهزية الجهات التقنية لبدء العمل، بينما لا تزال الاتفاقية "محتجزة"، وفق تعبير متابعين. وفي ظل اقتراب موعد كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تتصاعد التساؤلات حول مصير هذه المشاريع، خاصة أنها تشمل مناطق حيوية ستستضيف منتخبات دولية. كما تعود الأسئلة حول مدى مسؤولية المنتخبين عن تعطيل مشاريع تنموية تربط مصيرها بمصالح حزبية ضيقة. رغم المحاولات المستمرة للحصول على تعليق من رئيس جهة سوس ماسة، لم تتلقَّ جريدة أكادير24 الإليكترونية أي رد رسمي حتى الآن، رغم مراسلة الرئيس كريم أشنگلي بهذا الخصوص.