شهد قطاع النقل في المغرب مؤخراً تصاعداً ملحوظاً في الخلافات بين سائقي سيارات الأجرة التقليدية والعاملين في النقل عبر التطبيقات الذكية. هذه الخلافات أخذت منحى خطيراً، حيث سجلت حالات اعتداء متكررة تمس بأمن الركاب وسلامة مستعملي الطريق. في الآونة الأخيرة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة مهاجمة ثلاث سيارات أجرة صغيرة في العاصمة الرباط لإحدى السيارات العاملة عبر تطبيق ذكي، وهي حادثة سبقتها واقعة الاعتداء على دبلوماسي روسي بالدار البيضاء. هذه الحوادث المتكررة دفعت إلى استنكار واسع من المواطنين الذين أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على النقل عبر التطبيقات الذكية لما توفره من امتيازات. سمير فرابي، الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل، أشار إلى أن هذه الاعتداءات غالباً ما تصدر عن سائقي سيارات أجرة غير منخرطين نقابياً، مما يساهم في تفاقم الفوضى على الطرقات. وأضاف أن قطاع سيارات الأجرة يعاني من غياب الهيكلة، بينما يفتقر النقل بالتطبيقات إلى التقنين، وهو وضع يتطلب تدخلاً عاجلاً لتحسين صورة المغرب الدولية، خاصة مع اقتراب استضافته لتظاهرات رياضية عالمية ككأس العالم 2030. وأكد فرابي أن تنظيم القطاع وتقنين النقل بالتطبيقات يمكن أن يسهم في تقليل التوترات ويوفر فرص عمل للشباب، مما يسهم في تخفيض نسب البطالة. كما لفت إلى أن تقنين القطاع يمكن أن يجذب استثمارات داخلية وخارجية، ما يعزز الاقتصاد الوطني. ودعا النقابي وزير النقل إلى الحوار مع الأطراف المعنية لوضع إطار قانوني ينظم النشاط، مع الالتزام بالمساطر القانونية في حل النزاعات بدلاً من اللجوء إلى العنف. كما شدد على ضرورة تعديل القوانين المنظمة للنقل لتتناسب مع المتغيرات، مؤكداً أن ذلك سيخلق توازناً بين المصالح المختلفة. في سياق متصل، أثارت المقاطع المصورة للحوادث الأخيرة قلقاً واسعاً، خاصة أن هذه الأعمال العنيفة تهدد سلامة الركاب ومستعملي الطريق. ويأمل المواطنون في أن تتحرك الجهات المسؤولة بسرعة لوضع حد لهذه الفوضى وضمان تنظيم يحقق العدالة لكافة الأطراف.