النوم، تلك الحالة الطبيعية التي ينغمس فيها الإنسان يوميًا، ليست مجرد راحة عابرة، بل تتأثر بشكل مباشر بوضعية الجسم. في هذا التقرير، نستعرض تأثير وضعيات النوم المختلفة على صحة الإنسان، مستندين إلى آراء علمية وتوجيهات نبوية شريفة. وضعية النوم على البطن تُعتبر هذه الوضعية غير صحية على الإطلاق. إذ أن ثقل كتلة الهيكل العظمي والظهر يُضغط على الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. وبالرغم من أن البعض قد يجد هذه الوضعية مريحة، إلا أن الأطباء يحذرون من آثارها السلبية على صحة الجهاز التنفسي. وضعية النوم على الظهر النوم على الظهر يفتح الباب أمام مشكلات أخرى. قد يتنفس الشخص من فمه، وهو ما يسبب جفاف اللثة، وبالتالي تراجعها، مما قد يؤدي إلى أمراض الفم والأسنان. إضافة إلى ذلك، فإن الشخير المزعج ينتج غالبًا عن هذه الوضعية. إلى جانب ذلك، فإن هذه الوضعية تزيد احتمالية التعرض لنزلات البرد نتيجة تنفس الهواء البارد مباشرة. وضعية النوم على الشِق الأيسر بينما يبدو النوم على الشِق الأيسر شائعًا لدى البعض، إلا أنه يحمل آثارًا سلبية على عملية الهضم. نظرًا لأن الرئة اليمنى الأكبر تضغط على القلب والكبد، فإن عملية الهضم تصبح أبطأ، مما يؤدي إلى اضطرابات قد تستمر لساعات. وضعية النوم على الشِق الأيمن تتفق الدراسات الحديثة مع التوجيه النبوي في أن النوم على الشِق الأيمن هو الأكثر صحة. في هذه الوضعية، تكون الرئة اليسرى الأصغر في وضع مريح، والكبد مستقر، مما يسهم في هضم الطعام بسرعة وكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الوضعية تقلل الضغط على القلب، مما يتيح للجسم استعادة طاقته بشكل أفضل. التوجيه النبوي للنوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قدّم توجيهات واضحة حول النوم. حيث أوصى بالوضوء قبل النوم والاضطجاع على الشِق الأيمن، مع قراءة أدعية تسليم النفس لله. هذه النصائح لا تحمل فقط أبعادًا دينية، بل تؤكدها الدراسات العلمية كأفضل وضعية صحية. بين العادات والحقائق تاريخيًا، قيل إن النوم على الظهر هو "نومة الملوك"، وعلى البطن "نومة الشياطين"، وعلى الشِق الأيسر "نومة الأغنياء"، وعلى الشِق الأيمن "نومة العلماء والأتقياء". وفي ضوء الأدلة العلمية والتوجيهات النبوية، يبقى النوم على الشِق الأيمن هو الخيار الأمثل، مجسدًا انسجامًا بين العلم والدين.