كشفت مصادر متطابقة عن وجود استعدادات أمنية مغربية مكثفة في مناطق شمال المملكة من أجل التصدي لمحاولات الهجرة السرية التي تشهد ارتفاعا خلال نهاية السنة الميلادية، مستغلة حالة التراخي المتوقعة من الجانب الإسباني. وأوضحت ذات المصادر أن العديد من الشبكات السرية للهجرة غير النظامية ترغب في استغلال هذه الفترة من أجل رفع عملياتها نحو إسبانيا، مشيرة أيضا إلى الانتشار الواسع للشائعات المشجعة على الهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن في المقابل، أكد خبراء في المجال اصطدام المهاجرين بالمراقبة المكثفة للسلطات المغربية والإسبانية التي رفعت من وتيرة التنسيق للتصدي لأي مفاجآت محتملة. وأوضح هؤلاء أن السلطات الأمنية بين البلدين أصبحت واعية بهذه الحملات السنوية، وتتخذ خطوات أولية عبر استعراض استعداداتها على وسائل الإعلام، مرجحين أن يصطدم المهاجرون بمراقبة أمنية مكثفة بشكل كبير خلال هذه الفترة. وشدد ذات الخبراء على أن المراقبة مستمرة على طول السنة، خاصة في ثغري سبتة ومليلية، وعلى مستوى جزر الكناري، بالنظر إلى تنوع المهاجرين القادمين نحو هذه المنطقة، كما كانت هناك مؤخرا حملة تمشيطية أمنية مغربية في مدن الجنوب، تهدف إلى تجفيف منابع الهجرة. وفي آخر أرقام ضحايا الهجرة السرية، أعلنت منظمة غير حكومية إسبانية، يوم أمس الخميس، أن ما يفوق 10 آلاف مهاجر على الأقل لقوا حتفهم أو اختفوا أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عن طريق البحر عام 2024، وهي زيادة بأكثر من 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.