أربعة أشهر فقط كانت كافية لتحويل منتزه الإنبعاث بأكادير، الذي تم تهيئته على مساحة 24 هكتارًا، إلى ما يشبه "الخراب"، بعد أن كان يطمح لأن يكون فضاءً حضاريًا يساهم في تحسين جودة الحياة بمدينة أكادير. فقد تم افتتاح المنتزه في نهاية شهر يوليوز المنصرم، إلا أن العديد من مرافقه تعرضت للتلف والدمار في وقت قياسي، ما أثار غضب واستغراب العديد من سكان المدينة. فقد تعرضت النفورات المنتشرة في أرجاء المتنزه للتخريب، كما تم تدمير الكراسي المخصصة للجلوس وسط المساحات الخضراء. ولم تقتصر الأضرار على هذه المرافق فقط، حيث أقدم مجهولون على رسم كتابات غير لائقة على جدران المنتزه، في حين تحول جزء من الفضاء إلى مطرح للزبال، الأمر الذي يبرز الفوضى التي تسود المكان. هذا الوضع دفع العديد من نشطاء المدينة إلى تحميل المسؤولية لجماعة أكادير، معتبرين أن غياب المراقبة وصيانة المنتزه يعد من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه الفوضى. فقد كانت هناك دعوات لتزويد المنتزه بكاميرات مراقبة لمتابعة أي تصرفات مشبوهة ومنع حدوث مثل هذه الأضرار. ورغم ذلك، اعتبر البعض أن المسؤولية تقع أيضًا على عاتق المواطن الذي لم يحافظ على هذا الفضاء العام الذي تم إنشاؤه بفضل الضرائب التي يدفعها المواطنون. المنتزه كان يحتوي على مجموعة من الملاعب والتجهيزات الرياضية المتنوعة، مثل ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة، بالإضافة إلى مسارات مخصصة لممارسة الرياضة. وقد كانت هذه المرافق تهدف إلى تشجيع الأهالي والزوار على ممارسة الرياضة وتحسين صحتهم البدنية في بيئة صحية وآمنة. لكن مع الأسف، فإن هذا المكان الذي كان من المفترض أن يكون ملاذًا للراحة والاستجمام، تحول بسرعة إلى مكان مهدم لا يبعث على الأمل. إن ما يحدث في منتزه الإنبعاث يثير تساؤلات جدية حول كيفية إدارة الفضاءات العامة في المدينة، وأهمية توفير الحماية والصيانة المستمرة لها. هل تكمن المشكلة في نقص الرقابة، أم في غياب الوعي الجماعي لدى المواطنين؟ أم أن الأزمة تتعلق بتدهور الحوكمة المحلية، التي لم تتمكن من توفير الظروف المناسبة للحفاظ على هذه المشاريع؟ هذه الأسئلة تبقى دون إجابة، بينما يستمر المنتزه في معاناته، ويستمر المواطنون في التساؤل عن مصير المشاريع التي يفترض أن تكون رافعة للمدينة ومنافعها. إن الحفاظ على هذه الفضاءات العامة هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين السلطات المحلية والمواطنين على حد سواء. فمن دون تعاون الجميع، ستظل هذه المرافق عرضة للإهمال والتخريب، مما يحولها إلى عبء بدل أن تكون مصدرًا للراحة والرفاهية.