استنكر مجموعة من مربي التعليم الأولي بمختلف مدن المملكة التصريحات الأخيرة لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد برادة، والتي أدلى بها في لقاء للفرع الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة. وكان الوزير المعين حديثا على رأس القطاع الذي يعاني إشكالات عديدة قد صرح بأن "معظم المربين تلقوا حرفة بفضل هذه المهمة التي يقومون بها على الرغم من عدم توفرهم على شهادات جامعية"، وهو الأمر الذي أثار غضب هؤلاء. في هذا السياق، كشف يونس رزقي، المنسق الوطني للجنة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي، أن "الوزير الجديد كرر مجموعة من المغالطات في خرجاته بخصوص المستوى الأكاديمي للمربين وأنهم لا يتجاوزون البكالوريا"، مؤكدا أن "معظم المربين يتوفرون على شهادة الإجازة أو ما يفوقها". وأوضح المرزوقي أن "خرجات برادة زادت من استياء المربين حول واقع التعليم الأولي بشكل عام وواقع المربين بشكل خاص"، مشيرا إلى أن "صدور مثل هذه التصريحات عن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي يحيل على أنه لا فكرة لديه عن القطاع الذي يدبره". ودعا ذات المتحدث الوزير برادة إلى "معالجة إشكاليات التعليم الأولي بصيغة أفضل من الوزير السابق وتقليص معاناة المربين"، وذلك من خلال "تأطير هذا القطاع وانتشاله من العشوائية"، مستدركا أنه "لا يمكن أن يتم هذا الأمر إلا بدمج التعليم الأولي في سلك التعليم الابتدائي كما يوصي بذلك القانون الإطار 51.17". وخلص النقابي نفسه إلى أن "هذا الدمج هو الذي سينهي المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بشكل نهائي ويحسم وضعية العاملين فيه بإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية ووضع نظام أساسي يؤطر مهامهم ومسؤولياتهم ويوضح حقوقهم". يذكر أن المجلس الأعلى للحسابات وقف في تقريره السنوي لسنة 2023 على تأخر دمج التعليم الأولي العمومي في سلك التعليم الابتدائي، مبرزا أن الاعتماد على الجمعيات في هذا الورش قد يؤثر على استدامة التعليم الأولي على المديين المتوسط والبعيد ولا سيما مع الارتفاع الكبير لأعداد المربين والمربيات.