واصلت أسعار النفط والذهب اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، تسجيل ارتفاعات ملحوظة، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الأسواق العالمية. نفط الذهب الأسود في ظل نمو الطلب الصيني على النفط، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.61% لتصل إلى 69.01 دولار للبرميل. كما زادت عقود "برنت" بنسبة 0.57% لتسجل 72.60 دولار للبرميل. هذه القفزات تأتي بعد ارتفاع مماثل أمس الثلاثاء، حيث تجاوز سعر خام برنت حاجز 72 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ أسابيع. تعكس هذه الزيادة تحسن الطلب في الأسواق الصينية التي شهدت نموًا في صادراتها بنسبة 5.4% خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من هذا العام، مقابل زيادة طفيفة في الواردات بنسبة 1.2%، مما يؤكد الدور الكبير للصين في التأثير على سوق النفط العالمية. إلى جانب ذلك، تظل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من أبرز المحركات التي تدفع أسعار النفط نحو الارتفاع، حيث يخشى المستثمرون من أي اضطرابات قد تؤثر على الإمدادات النفطية. الذهب: الملاذ الآمن يلمع مجددًا على الجبهة الأخرى، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، حيث قفزت العقود الآجلة لشهر فبراير المقبل بنسبة 0.47% لتصل إلى 2731.10 دولار للأونصة، بينما استقرت العقود الفورية عند 2691.66 دولار للأونصة. هذا الارتفاع يأتي وسط توقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة الأسبوع المقبل، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات الشكوك الاقتصادية. أمس فقط، سجلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ أواخر نوفمبر، مما يعكس زيادة ثقة المستثمرين في المعدن النفيس كوسيلة للتحوط ضد تقلبات الأسواق. التفاعل بين النفط والذهب التغيرات في أسعار النفط والذهب ليست مجرد انعكاس للعرض والطلب، بل هي أيضًا مرآة تعكس حالة الاقتصاد العالمي ومخاوف المستثمرين. ارتفاع النفط يشير إلى زيادة الطلب في الأسواق الناشئة مثل الصين، بينما يوضح صعود الذهب أن المستثمرين لا يزالون يبحثون عن ملاذات آمنة مع تزايد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية. في النهاية، يظل السؤال: هل سيستمر هذا الاتجاه التصاعدي في أسعار النفط والذهب؟ أم أن الأسواق ستشهد انعكاسًا مفاجئًا مع أي تغيير في الظروف الجيوسياسية أو قرارات السياسة النقدية العالمية؟