المغرب يسعى لتمويل توسع السكك الحديدية كشف رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينوومي أديسينا أن المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب يسعى للحصول على تمويل بقيمة 8.8 مليارات دولار لدعم خطته التوسعية الطموحة. وجاءت تصريحاته خلال منتدى الاستثمار في أفريقيا الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام في العاصمة الرباط، واختُتم مساء الجمعة 6 دجنبر 2024. وأشار أديسينا إلى أن المستثمرين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بتمويل المشروع المغربي، حيث بلغت عروض التمويل 13 مليار دولار، وهو ما يتجاوز بكثير المبلغ المطلوب، مما يعكس الثقة الكبيرة في الجدوى الاقتصادية لمشاريع المكتب الوطني للسكك الحديدية. طموحات تنموية ومصنع عربات القطارات من جهته، أعلن وزير النقل المغربي عبد الصمد قيوح الشهر الماضي عن مشروع جديد لتشييد مصنع مخصص لإنتاج عربات القطارات، بتمويل من المكتب الوطني للسكك الحديدية. وأوضح قيوح أن المصنع يهدف إلى تلبية الطلب المحلي، بالإضافة إلى التصدير نحو الأسواق الأفريقية، في إطار رؤية استراتيجية لتوطيد مكانة المغرب كمحور رئيسي للنقل والبنية التحتية في القارة. وأضاف الوزير أن المغرب رصد ميزانية ضخمة تصل إلى 87 مليار درهم (8.7 مليارات دولار) للاستثمار في قطاع السكك الحديدية خلال السنوات القادمة. وتشمل هذه الاستثمارات 1300 كيلومتر من الخطوط الجديدة للقطارات فائقة السرعة، و3300 كيلومتر من الخطوط التقليدية، مما سيمكن من ربط 43 مدينة بدلاً من 23 حاليًا. إنجازات رائدة في القارة وكان المغرب قد أطلق في نونبر 2018 مشروع قطار البراق فائق السرعة الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء، ليكون بذلك أول مشروع من نوعه في أفريقيا. ويُعد هذا الإنجاز جزءًا من رؤية شاملة لتعزيز البنية التحتية وتوسيع شبكة السكك الحديدية لمواكبة النمو الاقتصادي والسكاني. شراكة أفريقية واسعة في سياق متصل، كشف منتدى الاستثمار في أفريقيا عن جمع تمويل إجمالي بقيمة 29.2 مليار دولار لدعم مشاريع التنمية في القارة في قطاعات متعددة تشمل المياه، الطاقة، النقل، السياحة، البنية التحتية، والصناعات الدوائية. ويبرز هذا المنتدى دور البنك الأفريقي للتنمية كشريك أساسي في تمويل وتنفيذ المشاريع الكبرى في أفريقيا. استثمار في المستقبل تعكس هذه الخطط الطموحة التزام المغرب بتطوير قطاع النقل ليصبح رائدًا إقليميًا في البنية التحتية، مستفيدًا من الدعم الدولي والثقة المتزايدة في اقتصاده. ومع المشاريع الجارية، يُظهر المغرب عزمًا واضحًا على تحقيق أهداف تنموية تسهم في تعزيز مكانته كجسر بين أفريقيا وأوروبا.