أعلن الأكاديمي ألكسندر غينسبورغ، مدير مركز "غاماليا" الروسي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، عن تحقيق إنجاز علمي واعد في مجال مكافحة السرطان. إذ اجتاز لقاح السرطان الروسي المضاد لجميع أنواع السرطان بنجاح الاختبارات على الفئران المخبرية، ما يعزز الآمال في تطوير علاج فعال يعتمد على تقنية متقدمة تهدف إلى تفعيل منظومة المناعة لدى المرضى. آلية عمل اللقاح وتطويره يعتمد اللقاح الجديد على تقنية mRNA، وهي نفس التقنية التي أثبتت نجاحها في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا. وتتميز هذه التكنولوجيا بقدرتها على إنتاج تركيزات كبيرة من المستضدات المستهدفة داخل الخلايا. وأوضح غينسبورغ أن هذه المستضدات، المتمثلة في البروتينات أو الببتيدات، تساعد منظومة المناعة في التعرف على الخلايا الخبيثة ومهاجمتها بشكل فعال. وأشار إلى أن طريقة إعطاء اللقاح تعتمد على الحالة الصحية للمريض ونوع الورم، حيث يمكن حقنه مباشرة في الورم الخبيث أو في العضلات. وبيّن أن هذا النهج يضمن توزيع المادة الفعالة بشكل متساوٍ في الجسم، على عكس الطرق الأخرى التي قد تحد من فعاليتها. نتائج الاختبارات الأولية تم اختبار اللقاح على فئران مصابة بالورم الميلانيني، وأظهرت النتائج تقدمًا ملحوظًا. إذ بدأت الفئران الملقحة تظهر تحسنًا في حجم الورم بعد 15 يومًا فقط من التلقيح، وهو الوقت الذي تبدأ فيه منظومة المناعة بالاستجابة. وأكد الباحثون أن الفئران الملقحة بقيت على قيد الحياة لفترة أطول مقارنة بنظيراتها غير الملقحة، حيث تجاوزت فترة ال22 يومًا التي شهدت وفاة الفئران الأخرى. الخطوات المستقبلية يعمل الفريق البحثي حاليًا على توسيع نطاق الدراسات لتشمل أنواعًا أخرى من السرطان، مثل سرطان الرئة والكلى والبنكرياس. ولتحقيق هذا الهدف، يخطط الباحثون للتعاون مع معاهد الأورام المحلية لإجراء اختبارات إضافية، بما في ذلك المراحل السريرية على مرضى في مراحل مختلفة من المرض. ومن أبرز مميزات هذا اللقاح هو أنه سيتم تصميمه خصيصًا لكل مريض، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل خصائص الورم وتحديد "المخطط" المناسب للعلاج. وسيتيح ذلك إنتاج اللقاح المخصص في غضون أسبوع واحد فقط، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في استخدام التكنولوجيا لخدمة الطب الشخصي. التحديات والآفاق رغم النتائج الواعدة، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالانتقال من التجارب المخبرية إلى الاختبارات السريرية على البشر. فالنجاح في المراحل الأولية لا يعني بالضرورة تحقيق نتائج مشابهة في ظروف أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، يمثل هذا اللقاح نقطة تحول في مكافحة السرطان، خاصة إذا نجحت الدراسات السريرية في إثبات فعاليته وسلامته. هذا، ويشير الإنجاز الروسي الجديد إلى تطور كبير في مجال الطب الشخصي باستخدام تقنيات متقدمة كالmRNA والذكاء الاصطناعي. وإذا نجحت الدراسات السريرية، فإن هذا اللقاح قد يمثل بارقة أمل لملايين المرضى حول العالم، حيث يفتح المجال أمام علاج السرطان بطرق أكثر فعالية وأقل تكلفة.