أعلنت منصة "الشرق" التابعة لوكالة بلومبيرغ العالمية أن المغرب يقترب من إطلاق مناقصات لإنشاء المراحل الأولى لمشروع أنبوب الغاز الذي يربط المغرب بنيجيريا، وهو مشروع استراتيجي يرتقب أن يغير ملامح التعاون الطاقي في المنطقة. وفقًا لوثيقة "خطة عمل 2025" الصادرة عن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ستبدأ المرحلة الأولى من المشروع في السنة المقبلة، وستشمل المغرب وموريتانيا والسنغال. تفاصيل المشروع حسب الوثيقة، سيتم خلال السنة المقبلة توقيع اتفاقيات خاصة بنقل الغاز، إلى جانب إطلاق مناقصات لتشييد خط الأنابيب. كما سيتم تأسيس شركة خاصة لتتولى إدارة المشروع، بما يشمل البناء، التشغيل، والصيانة. المشروع الذي يمتد على طول 5660 كيلومترًا، سيُنفذ على مراحل متعددة، بميزانية متوقعة تفوق 25 مليار دولار. ومن المقرر أن يمر الأنبوب عبر 11 دولة إفريقية أخرى، تشمل بنين، توغو، غانا، كوت ديفوار، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال، وموريتانيا. انطلاقة المشروع وأهميته تعود فكرة المشروع إلى زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى نيجيريا في ديسمبر 2016، حيث تم التوصل إلى اتفاق لإنشاء هذا الأنبوب الذي يُعتبر مشروعًا تاريخيًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب ونيجيريا وباقي دول غرب إفريقيا. الهدف من المشروع لا يقتصر على تأمين إمدادات الغاز للدول المشاركة، بل يمتد إلى خلق فرص اقتصادية، وتحفيز التنمية في المناطق التي يمر منها الأنبوب. كما يُتوقع أن يسهم في تعزيز مكانة المغرب كمحور استراتيجي للطاقة، خاصة مع ارتباطه بالسوق الأوروبية. تحديات المشروع وآفاقه رغم الأهمية الاستراتيجية للمشروع، فإنه يواجه تحديات مرتبطة بتأمين التمويل، ضمان الاستقرار السياسي في الدول التي يمر بها الأنبوب، وتوفير بنية تحتية ملائمة. ومع ذلك، فإن التعاون القائم بين المغرب وشركائه الأفارقة يعزز من فرص نجاح المشروع، خاصة مع وجود دعم قوي من الحكومات والمؤسسات الدولية. ويمثل مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا خطوة نوعية نحو تحقيق التكامل الطاقي بين دول إفريقيا وتعزيز التنمية الاقتصادية. ومع اقتراب انطلاق المناقصات وتأسيس البنية الإدارية للمشروع، يتطلع الجميع إلى تحقيق هذا الإنجاز الذي سيكون له أثر عميق على مستقبل المنطقة.