سجلت العملة الرقمية بيتكوين، مساء الثلاثاء، ارتفاعاً تاريخياً تجاوز مستوى 75 ألف دولار، وذلك وسط توقعات متنامية بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقد عززت هذه التوقعات حركة السوق، حيث ارتفع سعر البيتكوين عن أعلى مستوى سابق له بلغ حوالي 73 ألف دولار، والذي تم تحقيقه في مارس الماضي عند بدء تداول منتجات استثمارية جديدة مرتبطة بالعملة الرقمية في وول ستريت. هذا الارتفاع في سعر البيتكوين جاء مدفوعاً بمراقبة المستثمرين للانتخابات، حيث أظهرت نتائج أولية تقدم ترامب في عدة ولايات متأرجحة. وقد زادت احتمالات فوزه إلى نحو 90 بالمئة على موقع رهانات يعتمد العملات المشفرة، مما دفع العديد من المستثمرين نحو دعم البيتكوين، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". وتعكس هذه الحركة ثقة متزايدة بين أوساط مؤيدي العملات المشفرة، حيث يرون أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تكون إيجابية لهذا القطاع. وكانت إدارة بايدن قد اتخذت خلال السنوات الماضية موقفاً صارماً تجاه شركات العملات الرقمية، فارضةً عليها قيوداً شديدة بهدف الحد من الانتهاكات في أسواق الأوراق المالية، مما اضطر بعض الشركات لنقل عملياتها خارج الولاياتالمتحدة، وأثار قلق المستثمرين حول مستقبل الصناعة في البلاد. على النقيض، وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء هذا الضغط التنظيمي وجعل الولاياتالمتحدة مركزاً عالمياً لتكنولوجيا العملات المشفرة، مما زاد من الحماسة بين مستثمري البيتكوين الذين توقعوا أن يصل سعر العملة إلى 80 ألف دولار في حالة فوزه. وكان البيتكوين قد شهد تقلبات حادة في الماضي، حيث انهار سعره في عام 2022 بعد سلسلة من الفضائح، كان أبرزها انهيار منصة "FTX". ورغم هذا التاريخ المضطرب، يواصل البيتكوين جذب اهتمام المستثمرين، خاصة في فترات الغموض السياسي. من ناحية أخرى، ارتفع سعر الدولار الأمريكي بدوره مقابل الين الياباني واليورو بنسبة تجاوزت 1.5 بالمئة في الأسواق الآسيوية صباح الأربعاء، في ضوء تزايد التوقعات بفوز ترامب. وقد سجل الدولار ارتفاعاً بنسبة 1.71 بالمئة أمام الين ليصل إلى 154.21 ين، و1.67 بالمئة أمام اليورو ليبلغ 0.9302 دولار لليورو، مما يعكس تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية العالمية. هذا التفاعل السريع في الأسواق يعكس حساسية الأسواق الرقمية والنقدية تجاه التغيرات السياسية في الولاياتالمتحدة، ويؤكد أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا تؤثر فقط على الساحة السياسية، بل تمتد تداعياتها إلى أسواق العملات الرقمية والتقليدية على حد سواء.