لا أعرف إذا كان هناك من رابط بين ما نشرته جريدة إيطالية قبل أيّام من استعداد شنقريحة للدخول في الحرب مع المغرب بسبب فشلها في ملف الصحراء وبين ما نشرته جريدة روتيرز حول تقرير المبعوث الأممي حول ملف الصحراء والمتضمّن لاقتراح تقسيمها مع جبهة البوليزاريو... غير أنّ تسريب هذين الخبرين بفارق زمني متقارب يعطي الإنطباع بأن الجهة التي وراء هذه الفلاشات تريد أن تضعنا أمام اختيارين إمّا الحرب حتّى ولو أنّها متأخرة فهي جواب غير مباشر لمسؤول جزائري نادم عن كون جزائر بومدين آنذاك لم تعلن الحرب على المغرب لحظة إعلان المسيرة الخضراء وبديل الحرب حسب ما نسب إلى المبعوث الأممي هو مقترح تقسيم الصحراء المغربية.. وأيّاً كانت خلفيات هذه البلبلة فالمعروف لدينا في المغرب هو أن جلالة الملك قائد البلاد قد أخبرنا في إحدى خطبه بأن الوضع مستقرّ شرق البلاد.. وقياسا على ذلك فالجنوب أكثر استقراراً وأمناً.. ومنذ زمان طبعاً أما تسريبات جريدة روتيرز تبقى خارج سياق مضامين خطاب النصر لجلالته أمام البرلمان وتحت عطف الآية الكريمة " قل جاء الحقّ وزهق الباطل" وما سبق أعلاه باطل على باطل ولو صدقوا لكن لا يمنعنا مناقشة هذه البلبلة بدءاً ب ( دي موسترا) المبعوث الفاشل في جميع مهامه الاممية سواء بسوريا أوليبيا.. كيف له أن ينجح في مهمته اليوم وقد حاول أن يتجاوز اختصاصاته الحصرية في إقحام جنوب أفريقيا في هكذا نزاع إقليمي.. ولعلنا نتذكر جملة الوزير السيد بوريطة وبجملة محليّة الصنع ( ولو ذهب حتّى إلى المرّيخ) لكن لا مانع في مناقشة هذا الاقتراح المسرب الذي اعتبره بليد لكنّه غير برئ في توقيته أيضاً تمكن بلادة إعادة هذا االإقتراح في كونه كان مرفرضاً في مغرب الأمس وبالضبط سنة 2002 وهي نفس السنة لما سمّي بأزمة ليلى وانعكاساتها على الوضع العام بالمنطقة إضافة بجانب الانفلاتات الأمنية التي عرفتها مدن الصحراء وخاصة سمارة والعيون وقتها إذا كان المغرب في ذلك الوقت وبهذه الوضعية الأمنية والإجتماعية والاقتصادية مقابل ما كانت الجزائر وقتها من قوة دبلوماسية وبحبوحة مالية قد رقص هذا الإقتراح فكيف لمغرب اليوم ان يقبل به الآن ووزير خارجيتنا في لقائه بنظيره لجزر الكناري قد صرح بأن المغرب لا يقبل الدروس من احد.. وحتّى من يريد أن يحاججنا بقبول المغرب تقسيم الصحراء المغربية مع موريتانيا فإن القرار أملته ظروف وسياقات تلك المرحلة مقارنة مع وضعية قواتنا المسلحة ومخلفات انقلابين سابقين قبل ذلك بسنتين وخوفا من وصول الجزائر عبر البوليزاريو إلى منطقة وادي الذهب تم التفكير في موريتانيا كحماية اقل ضرراً وبالمناسبة فقد التزم المغرب بما اتفق عليه.. مقابل تنازل نواكشوط لتكون الآن من أجمل المدن المغربية ومقر أكبر ميناء عائم أفريقي.. وصاحبة أجمل غروب شمس العشية المحروم على شنقريحة وعصابته وإلى الأبد.. وعودة هذا الإقتراح لا يخرج عن عودة أضغاث أحلام.. دون أن نغفل ان الثلث المختار للبوليزاريو في هذا الإقتراح الغبّيّ وفي شكله الجغرافي الهدف منه إقبار مشروع أنبوب الغاز المغربي – النيجيري من جهة والمبادرة الاطلسية من جهة ثانية إلى جانب تشبيك مع دول الساحل ( واش كنلعبو هنا..) هو قدرنا مع نظام هذه الدولة... بقدر ماهم يتفاخرون بغبائهم بقدر ما يكشفون اقنعتهم بعد كل منعطف إيجابي لصالح قضيتنا الوطنيّة.. وهاهم يعيدون اقتراح بوتفليقة من أجل تحقيق حلم بومدين للاستجمام في شاطئ مدينة الداخلة المغربية الاطلسيّة وليذهب حق الشعوب في تقرير مصيره إلى الجحيم.. ولأنّه هذا الحلم المرضى لن يتحقّق حتّى في الخيال مادام مغربنا لا يقبل القسمة إلا على نفسه.. هي معادلة تاريخية.. وواقع جغرافي.. وافق مستقبلييّ للمنطقة وشعوب القارّة يوسف غريب كاتب صحفي