بطالة بنيوية تخنق جهة سوس ماسة، وتضعها في الرتبة الأولى على الصعيد الوطني

تعيش جهة سوس ماسة بطالة بنيوية بوأتها المراتب الأولى على الصعيد الوطني، وذلك نتيجة عوامل مختلفة.
وبلغة الأرقام، تعتبر جهة سوس ماسة من بين المناطق الأدنى في معدلات التشغيل، حيث تبلغ 33.7% ، مقابل 38% على المستوى الوطني، بينما يصل معدل النشاط فيها إلى 39%، أي أقل من المتوسط الوطني الذي يبلغ 43.6%.
وتزداد هذه الوضعية سوءا بوجود 120.000 شاب في وضعية بطالة، وفقا لإحصاءات المندوبية السامية للتخطيط، من بين إجمالي 465.000 شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، حيث تشكل الإناث وساكنوا المناطق القروية نسبة مهمة من هؤلاء الشباب.
ثنائية "التكوين-التشغيل" لخفض نسب البطالة
تعتبر جهة سوس ماسة من بين المناطق في المغرب التي تسجل معدلات مرتفعة جدا من البطالة، مما يبرز أهمية ثنائي "التكوين-التشغيل" الذي يرتبط بشكل وثيق بمسألة الإدماج المهني، والمساهمة في خفض معدلات البطالة.
وتشير بيانات الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات إلى ارتفاع أعداد الباحثين عن العمل الجدد المسجلين خلال الفترة 2018-2023 بجهة سوس ماسة، حيث انتقل العدد من 9.560 في عام 2018 إلى 18.585 في عام 2023، بمجموع 84.581 خلال هذه الفترة التي استمرت ست سنوات.
أما فيما يخص عمليات الإدماج، فقد ارتفعت من 6.573 توظيفا في عام 2018 (منها 4.074 في عقود غير محددة الأجل و2.499 في عقود محددة الأجل) إلى 8.727 في عام 2023، منها 4.585 في عقود محددة الأجل، و4.142 في عقود غير محددة الأجل، ليصل مجموع الإدماجات إلى 46.110 خلال الفترة من 2018 إلى 2023، منها 25.036 في عقود محدّدة الأجل، و21.074 في عقود محددة الأجل.
وبذلك، تم إدماج فقط 8.727 شخصا في عقود ضمن سوق العمل من قبل "أنابيك" من بين 18.587 باحثا عن العمل الجدد المسجلين في عام 2023.
وبالرجوع إلى التوزيع الجغرافي لهؤلاء الباحثين عن العمل حسب عمالتي وأقاليم سوس ماسة، فإن عمالة أكادير-إداوتنان تحتل المرتبة الأولى بنسبة 40%، تليها عمالة إقليم تارودانت بنسبة 27%، ثم عمالة إنزكان-أيت ملول (16%)، فعمالة إقليم اشتوكة-أيت باها (8%)، وعمالتي إقليمي طاطا وتيزنيت بنسبة 5% لكل منهما.
تحسين معدلات النشاط
يرتبط التطور الاقتصادي لجهة سوس ماسة بشكل وثيق بحل مشكلة البطالة، إلى جانب تحسين مؤشرات معدلات النشاط والتشغيل.
ويشير عدد من الشباب إلى مشاكل تواجه النموذج الاقتصادي لجهة سوس ماسة، الأمر الذي يوجب تحسين هذا النموذج وتجاوز التحديات التي يواجهها للتغلب على آفة البطالة.