تواصل العديد من الضحايا اللواتي تعرضن للنصب في إطار القضية المعروفة ب"مجموعة الخير" المشاركة في احتجاجات تنظم أمام ولاية الأمن بطنجة، مطالبات بإلقاء القبض على جميع المتورطين في الملف. وبحسب المعطيات الواردة حول الموضوع، فقد تم إيقاف 11 متهما، بينهم 9 نساء ورجلان، فيما لا يزال 7 آخرون في حالة سراح، والذين يتابعون بتهم تتعلق بالنصب والاحتيال على آلاف المواطنين المغاربة، أغلبهم نساء. وصدرت مذكرات بحث وطنية ودولية في حق الأشخاص السبعة الموجودين في حالة فرار داخل المغرب وخارجه، بينما تجاوز عدد الشكايات المسجلة ضد "مجموعة الخير" بطنجة، 700 شكاية تقدم بها الضحايا في عدد من المدن المغربية. وما تزال التحقيقات سارية في هذا الملف الذي يرتبط بأكبر عملية نصب في المغرب، والذي استهدف ضحاياه عبر منشورات مغرية بمواقع التواصل الاجتماعي، قبل تأسيس مجموعات على واتساب تضم آلاف الأشخاص. ويواجه المتابعون في هذا الملف تهما تتعلق ب"النصب والاحتيال" و"الاستيلاء على مال الغير باستعمال وسائل احتيالية"، إذ أودع الموقوفون ال 11 السجن المحلي بمدينة طنجة رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق، لاستكمال أطوار البحث والتحقيق في هذه القضية. وفي مقابل ذلك، تواصل السلطات الأمنية بعدد من المدن المغربية استقبال المئات من الشكايات من طرف ضحايا "مجموعة الخير"، إثر تعرضهم للنصب والاحتيال، وخسارتهم مبالغ مهمة بسبب إيهامهم بترويجها في مشروع استثماري يعود عليهم بأرباح خيالية، عبر نظام التسويق الشبكي. في هذا الصدد، أفادت إحدى ضحايا هذا الملف بأن هناك أزيد من 1000 شخص تعرضوا للنصب في هذا الملف في مدينة طنجة، لم يقدموا جميعهم شكايات إلى السلطات الأمنية، إلى جانب وجود مجموعات أخرى في عدد من المدن المغربية. وأوضحت المتحدثة أنها وصديقتها، التي تعرضت بدورها للنصب، ساهمتا في جلب 100 مليون سنتيم لهذه المجموعة، عبر إقناع أشخاص آخرين بالانخراط في هذا الاسثمار الوهمي، نتيجة وثوقهما في مسيرة المجموعة. وأضافت المتحدثة أنها أصبحت تتعرض للتهديد من قبل الأشخاص الذين أقنعتهم باستثمار أموالهم في هذا المشروع عبر نظام التسويق الشبكي، لمطالبتهم إياها باسترجاع أموالهم المدفوعة. وكشفت أن هذه المجموعة كان يتوافد عليها بشكل يومي ما يزيد عن 500 شخص، بسبب "الطمع" في الربح السريع، والبحث غن فوائد خيالية بعد إرسالهم مبالغ تتجاوز ال2000 درهم، والتي تصل إلى 20 مليون درهم. وفي سياق متصل، أفادت ضحية أخرى بأنها اكتشفت هذه المجموعة التي انخرطت فيها، من خلال منشور ظهر لها عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستغرام"، والذي يتم بواسطته إيهام المتابعين باستثمار 2000 درهم وكسب 10 آلاف درهم. وأشارت المصرحة ذاتها إلى أن أصحاب هذه المجموعة كانوا يعززون ثقة الوافدين عليها من خلال مشاركتهم في مساعدة العديد من المحتاجين. وتجدر الإشارة إلى أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمدينة طنجة حدد يوم 5 شتنبر المقبل موعدا لعقد جلسة استماع إلى المتهمين في قضية "مجموعة الخير". ومن المرتقب أن يتم التحقيق في الجلسة المرتقبة مع مديرة المجموعة والمتهمين الموقوفين على ذمة الملف، بخصوص الشكايات التي وجهت ضدهم، بحضور المشتكين، الذين يرتقب أن تتم مواجهة بعضهم في الجلسة مع باقي المتهمين. وتحظى قضية "مجموعة الخير" بمتابعة واسعة من لدن المغاربة، سواء داخل المغرب أو خارجه، نظرا للعدد الكبير من ضحاياها الذي تفيد التوقعات بأنه يتجاوز مليون شخص، يتوزعون على مدن مغربية مختلفة وبلدان أوروبية، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا.