دعا نواب برلمانيون طلبة الطب وأولياء أمورهم إلى التحلي بالحكمة وتحكيم صوت العقل، لإنهاء أزمة مقاطعة الدراسة المستمرة منذ أشهر. وتأتي هذه الدعوة بعد تخلف آباء وأولياء طلبة الطب عن اجتماع كان مقررا يوم أمس الأربعاء مع رؤساء فرق الأغلبية النيابية في مجلس النواب، وهو الاجتماع الذي كان سينعقد بهدف إيجاد حلول للأزمة التي تهدد السنة الجامعية. في هذا السياق، أكد رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، محمد شوكي، أن رؤساء فرق الأغلبية اجتمعوا استجابة لطلب أولياء الطلبة، حيث تم توقيف عطلتهم لتحمل المسؤولية الوطنية في هذه الأزمة. وأورد شوكي أن الحكومة استجابت لعدد كبير من مطالب الطلبة، إلا أن هناك تقصيرا من جانب تنسيقيات الطلبة في التفاعل مع المبادرات البرلمانية، مشيرا إلى أن فرق الأغلبية بمجلس النواب على استعداد للبحث رفقة أولياء الطلبة عن المشاكل التي لا تزال عالقة، حتى نتمكن من إنقاذ ما تبقى من السنة الجامعية. وفي المقابل، دعا المتحدث الطلبة إلى العودة للمدرجات واستئناف التداريب، مؤكدا أن الامتحانات يجب أن تجرى موازاة مع استمرار الحوار. من جهته، أكد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أحمد التويزي، أن رؤساء فرق الأغلبية أبدوا استعدادهم لعقد الاجتماع رغم عطلة البرلمان، غير أن أولياء الطلبة تخلفوا، موضحا أن ممثلي فرق الأغلبية كانوا يأملون في الاستماع إلى مطالب الآباء بهدف تجنيب الطلبة خطر الرسوب أو الطرد. وسجل التويزي أن الحكومة أبدت استعدادها للتجاوب مع طلبات أولياء الطلبة، مشيرا إلى أن تخلفهم عن الحضور كان مزامنا لنقاش حاد داخل مجموعات "واتساب" خاصة بالطلبة وأوليائهم، ما قد يكون وراء غيابهم عن الاجتماع. ونبه المتحدث إلى أن هناك فرصة أخيرة لإنقاذ السنة الجامعية، داعيا الطلبة وآبائهم إلى التحلي بالحكمة لإنهاء الأزمة، فيما جدد تأكيده على أن رؤساء فرق الأغلبية على استعداد في أي وقت لاتخاذ أي مبادرة قد تكون حلا لتجنيب عدد من الطلبة خطر الرسوب أو الطرد. و بدوره، أكد النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، العياشي الفرفار، أن الاجتماع كان يهدف إلى إيجاد حلول للأزمة في لحظة حساسة تقترب من إغلاق الباب أمام الحلول الممكنة. وأوضح الفرفار أن تخلف أولياء الطلبة عن الحضور يعود إلى نقاشات داخلية بينهم وبين بعض الطلبة الذين يعتبرون أن الحوار هو من اختصاص ممثلي الطلبة فقط. ودعا البرلماني ذاته الطلبة والأولياء إلى الثقة في المؤسسات وفي الحكومة، مشيرا إلى أن المعركة الحقيقية ليست معركة طالب مع وزارة بل هي معركة تنزيل الورش الملكي المتعلق بالدولة الاجتماعية في بعدها الصحي. وفي مقابل هذه التصريحات، نفى مصدر في اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أن تكون اللجنة وراء تخلف أولياء الأمور عن الاجتماع. واعترض ذات المصدر على التنسيق الذي لجأت إليه الفرق النيابية مع ممثلي آباء الطلبة، مقابل استبعاد اللجنة التي تعتبر الممثل الشرعي الوحيد للطلبة في هذا الملف. وخلص المصدر نفسه إلى أن اللجنة على استعداد للتعاون والبحث عن حلول للأزمة، لكنها لم تتلقّ أي اتصال من الحكومة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ولا حتى من النواب البرلمانيين، مطالبا بضرورة التواصل مع اللجنة الوطنية في حال استمرار المبادرة البرلمانية في السعي لإيجاد حل يلائم جميع الأطراف.