يبدو أن الجهود التي تقودها فرق الأغلبية بمجلس النواب من أجل استثمار الأيام القليلة المتبقية على بدء الدراسة بمختلف المؤسسات الجامعية لأجل ردم الهوة بين وجهات نظر ممثلي طلبة الطب والصيدلة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بما يفضي إلى إنقاذ الموسم الجامعي بكليات الطب والصيدلة من شبح السنة البيضاء، بدأت في مواجهة بعض التعثرات، إذ لم تتمكن هذه الفرق من عقد الاجتماع الذي كان مقررا صباح اليوم الأربعاء بمجلس النواب مع آباء وأولياء الطلبة. وقال مصدر مطلع من داخل فرق الأغلبية بمجلس النواب إن "الاجتماع الذي كان من المرتقب أن يعرض خلاله نوابُ الأغلبية المقترحات الجديدة المتقدّمة للوزير عبد اللطيف ميراوي، والتداول بشأن الأخرى السابقة رفقة آباء وأولياء الطلبة، لم يتم عقده، بسبب تخلف الآباء والأولياء عن الحضور". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "لا أحد من النواب يعلم أسباب هذا الغياب على وجه الدقة"، لافتا إلى أنه "يأتي في سياق الجدل الكبير الذي أثاره بعض طلبة الطب والصيدلة حول مدى أهلية الآباء للتفاوض باسمهم في هذا الملف، منذ تداول الأنباء بخصوص هذا الاجتماع". وأوضح المصدر عينه أن "صدامات حادة حدثت خلال الأيام الماضية بين تنسيقيات الطلبة والآباء، وارتفع الجدل بين هؤلاء إلى مستويات غير أخلاقية بتاتا، خصوصا على مستوى مجموعات "واتساب"، بغرض ثني الآباء والأولياء عن حضور اجتماع اليوم". ورفض المتحدث اعتبار تخلف الآباء والأولياء عن الحضور إلى الاجتماع "مقاطعة" منهم لوساطة الأغلبية في هذا الملف، قائلا: "إن التحركات الجديدة التي نقوم بها لإنهاء الأزمة، هي استجابة لمبادرة من الآباء والأولياء أنفسهم، ومن غير المنطقي بتاتا أن يلتمسوا وساطتنا في الأزمة ويقاطعونها". وتساءل: "بأي حق يرفض بعض أعضاء تنسيقيات الطلبة استقبال البرلمانيين لآبائهم وأوليائهم؟ اللهم إذا كان هؤلاء يريدون محاصرة أنشطة البرلمان"، مشيرا إلى أن "النواب ناقشوا الملف مع ممثلي اللجنة بشكل مستفيض خلال الوساطة البرلمانية السابقة التي قادتها فرق الأغلبية والمعارضة، دون أن يتم إحراز أي تقدّم". وأضاف أن "نواب الأغلبية الذين جاؤوا إلى البرلمان لعقد الاجتماع، رغم كونهم في عطلة، مستعدون للحضور إلى أي اجتماع آخر يطلبه الآباء والأولياء"، موردا: "لن نرفع أيدينا عن هذا الملف حتى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف بما يؤدي إلى إنقاذ الموسم الجامعي وتفادي شبح السنة البيضاء". وشدد مصدر هسبريس على أن "الجهود الحالية لا تنشد تحقيق أي مآرب سياسية. هدفها الأول والأخير ضمان مصلحة طلبة الطب والصيدلة"، مشيرا إلى أنه "في حال توفرت لدى لجنة الطلبة أي مقترحات جديدة لإنهاء الأزمة، فنحن على أتم الاستعداد للاجتماع بغرض النقاش والتداول بشأنها ونقلها إلى الوزارة الوصية". ونقلت هسبريس هذه المعطيات إلى مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، فشدد على أن "من حق أي مواطن لقاء أي برلماني يريد، وعلى المستوى الرسمي لم تقم اللجنة بأي خطوة احتجاجية كإصدار بلاغ لثني الآباء والأولياء عن لقاء فرق الأغلبية للتداول بشأن مستجدات الملف"، مشيرا إلى أنه "في المقابل، من حقّ الطلبة أن يعبّروا عن وجهة نظرهم بخصوص اجتماع يهمهم بالدرجة الأساس". وكان عضو آخر من اللجنة ذاتها، رفض الكشف عن هويته، أكد ما صرّح به سابقا بخصوص "رفض الطلبة إشراك الآباء والأولياء في أي مبادرة يقودها النواب أو غيرهم في هذا الإطار، بالنظر إلى عاملين: الأول أن الطلبة يحوزون الشرعية للتفاوض بشأن النقاط العالقة بين اللجنة والوزارة الوصية. والثاني أن الملف ينطوي على كثير من التعقيدات التقنية التي لا يمكن للآباء والأولياء أن يكونوا ملمّين بها، مع وجود استثناءات قليلة".