لم يجد بعد ملف طلبة كليات الطب والصيدلة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار طريقه للانفراج، وهو ما دفع نوابا برلمانيين للدخول على الخط في محاولة لاحتواء هذه الأزمة وبحث مقترح جديد يرضي جميع الأطراف. في هذا السياق، قام نواب من حزبي الأغلبية: الاستقلال والأصالة والمعاصرة، بدعوة آباء وأولياء الطلبة إلى حضور لقاء جديد على مستوى البرلمان، لإيجاد مخرج لأزمة كليات الطب المشلولة منذ أزيد من 9 أشهر. ولقيت هذه الخطوة معارضة شديدة من طرف الطلبة وبعض الأولياء بحكم وجود هيئة تمثيلية خاصة بالمعنيين بالأزمة، وهي اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة. وقرر آباء وأولياء الطلبة الذي قبلوا الدعوة في البداية، التراجع عن هذا الأمر وعدم حضور الاجتماع الذي كان من المزمع انعقاده، يوم غد الأربعاء، في البرلمان، وذلك بسبب إجماع أغلبية الطلبة على إفشال أي اجتماع لا يشركهم بحكم كونهم المعنيين المباشرين بالأزمة. وحسب ما أورده أحد الآباء الذين كانوا من المستعدين لحضور اللقاء المذكور قبل أن يتراجع عن ذلك، فإن "الدعوة في البداية كانت عامة لجميع الآباء والأولياء دون الاتصال بأسماء بعينهم أو اختيار ممثلين عن الآباء للحضور إلى اللقاء"، مبرزا أنه "بعد فشل هذه الصيغة انتقل أصحاب الدعوة إلى إشراك الطلبة في اللقاء إلى جانب أوليائهم وهو ما لم يتقبله الطلبة". وأوضح المتحدث ذاته أن "بعض الأولياء تشبثوا بالحضور إلى اللقاء للاستماع إلى المستجدات التي يعرفها هذا الملف الذي يهم 25 ألف طالب بغض النظر عن مخرجاته والحلول المقترحة". وأورد المصدر ذاته أن "الآباء المدعوين تشبثوا بدعوى الطلبة من جديد إلى الحوار دون إشراك الأولياء وتسريع جولات الحوار قبل بداية الموسم الجديد لإنقاذه من شبح السنة البيضاء"، مسجلا أن المسؤولين عن الدعوة أجابوا بأن "موقف الطلبة معروف، وهو التشبث ب 7 سنوات للدراسة أو لا شيء". وكان طلبة الطب والصيدلة قد استغربوا تداول أنباء حول إمكانية عقد وساطة برلمانية جديدة تشرك أولياء أمورهم في الحوار على الرغم من وجود ممثلين منتخبين بشكل شرعي عن الطلبة، مؤكدين أن "حل الأزمة لن يخرج عن إطار التفاهم بين الوزارة وممثلي الطلبة"، وأن "إنقاذ الموسم الجامعي من شبح السنة البيضاء لايزال ممكنا إذا تخلت الوزارة عن استخفافها بالموضوع". وأورد مصدر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أن "محاولة أطراف معينة إقحام الآباء والأولياء في الوساطة الجديدة لحل الأزمة التي اقتربت من إكمال شهرها التاسع أسلوب جديد لن يكون منطقيا في ظل وجود ممثلين منتخبين عن الطلبة"، مشددا على أن "الحل لا يمكن أن يتم خارج هذا الإطار". وانتقد المصدر نفسه "صمت الوزارة طيلة شهر غشت"، مستغربا من "استخفاف الوزير الوصي والمسؤول على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بغياب أي تواصل أو توافق مع الطلبة مطلع الشهر المقبل لتفادي شبح السنة البيضاء".