في خطوة غير متوقعة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية والسياسية، اعتقلت السلطات الفرنسية مؤسس ومالك تطبيق "تلغرام" الروسي، بافل دوروف، فور وصوله إلى مطار لو بورجيه بفرنسا. هذا، وكان دوروف قد وصل على متن طائرته الخاصة قادماً من أذربيجان، حيث تم توقيفه مباشرة بعد نزوله على مدرج المطار. هذا الاعتقال جاء نتيجة لمذكرة توقيف صادرة بحقه من قبل المكتب المركزي لمكافحة الجريمة في فرنسا، وذلك بسبب رفضه المتكرر لتقاسم بيانات مستخدمي تطبيقه مع السلطات الأوروبية. ويعد هذا الرفض جزءاً من التحقيق الأولي الذي أجرته السلطات الفرنسية، والذي أدى إلى وضع دوروف على قائمة الأشخاص المطلوبين دولياً. مصدر مقرب من التحقيق صرح لوسائل الإعلام الفرنسية قائلاً: "لقد ارتكب خطأً جسيمًا الليلة بنزوله في فرنسا. لا نعلم السبب… هل كانت هذه الرحلة مجرد محطة؟ على أي حال، هو الآن قيد الاحتجاز!" هذه الكلمات تعكس حالة من الدهشة حول قرار دوروف بالهبوط في فرنسا، وما إذا كانت وجهته النهائية أم مجرد توقف مؤقت. منذ لحظة توقيفه، تم إخطار بافل دوروف بحبسه الاحتياطي، وهو يواجه الآن احتمال توجيه تهم خطيرة قد تشمل الإرهاب، المخدرات، التواطؤ، الاحتيال، غسل الأموال، التستر، ونشر محتويات غير قانونية. وفي حال إدانته بهذه التهم، قد تصل عقوبته إلى السجن لمدة تصل إلى عشرين عاماً، ما يعكس خطورة الموقف الذي وجد نفسه فيه. توقيف دوروف في فرنسا ليس مجرد حادثة عابرة، بل يحمل في طياته رسالة واضحة إلى باقي عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك إيلون موسك، مالك تطبيق "إكس" (تويتر سابقًا). الرسالة هي أن عدم التعاون مع السلطات الأوروبية، خصوصاً فيما يتعلق بتقاسم بيانات المستخدمين، قد يعرض أصحاب التطبيقات لنفس المصير. هذا الحدث يشير إلى أن السلطات الأوروبية عازمة على فرض رقابة صارمة على الشركات التقنية التي ترفض التعاون، حتى لو تطلب الأمر اتخاذ إجراءات حازمة تصل إلى توقيف مالكيها. مستقبل بافل دوروف بات غير واضح في ظل هذه التطورات، لكن ما هو مؤكد أن توقيفه في فرنسا يمثل تصعيداً في العلاقة بين السلطات الأوروبية وشركات التكنولوجيا الكبرى. يبدو أن التعاون الوثيق بين هذه الشركات والحكومات لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان الأمن والسلامة في عالم يشهد تزايداً في التحديات الرقمية.