يواجه قطاع "الأكلات السريعة" تحديات كبيرة تتعلق بالسلامة الغذائية، خاصة في ظل تسجيل عدة حالات تسمم غذائي في الآونة الأخيرة، بعضها أدى إلى وفيات. وأمام هذا الوضع، دقت العديد من الفعاليات المهتمة بحماية المستهلك ناقوس الخطر، مطالبة الدولة بتشديد الرقابة على المحلات المتخصصة في الأكلات السريعة من أجل ضمان جودة المنتجات الغذائية وحماية أرواح المواطنين. ومع اقتراب موعد الأحداث الرياضية العالمية التي ستحتضنها المملكة المغربية، ترى هذه الفعاليات أن الرهان الأكبر الذي تواجهه السلطات هو تحسين جودة وسلامة الأكلات السريعة، وأيضا ما تقدمه المطاعم والمقاهي، مؤكدة على ضرورة تكثيف الجهود وتظافرها بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وتشدد ذات الفعاليات على أن نجاح المغرب في استضافة هذه الأحداث الرياضية العالمية لا يعتمد فقط على الملاعب والبنية التحتية، بل أيضا على قدرته على توفير تجربة آمنة وممتعة لملايين الزوار، بما في ذلك تقديم أطعمة ذات جودة تعكس الضيافة المغربية الأصيلة. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشفت جمعية إنصاف لحماية المستهلك أنها تتابع بقلق بالغ الوضع الحالي لقطاع الأكلات السريعة في المغرب، خاصة مع اقتراب موعد استضافة البلاد أحداثا رياضية عالمية كبرى. وأوضحت الجمعية على لسان رئيسها مروان قراب أن حوادث التسمم الغذائي الأخيرة تدق ناقوس الخطر وتستدعي تدخلا عاجلا وحاسما من السلطات المعنية، مطالبا الحكومة والمؤسسات العمومية المعنية بتشديد الرقابة على محلات الأكلات السريعة في جميع ربوع المغرب، وتفعيل العقوبات ضد المخالفين. وإلى جانب ذلك، طالب المتحدث المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية باعتماد التفتيش الدوري والمفاجئ لهذه المحلات لحماية المستهلك، فيما أكد أن جمعيات حماية المستهلك مطالبة بدورها تنظيم حملات توعوية للمستهلكين حول كيفية اختيار المطاعم والمحلات الآمنة وتجنب المخاطر الصحية. ومن جهة أخرى، دعا الفاعل الحقوقي ذاته المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات يلاحظونها في المحلات المتخصصة في الأكلات السريعة وباقي المطاعم بصفة عامة، مؤكدا أن تحسين جودة وسلامة المنتجات الغذائية بشكل عام، وخاصة الأكلات السريعة، مسؤولية مشتركة بين الحكومة وأصحاب المحلات والمطاعم والمستهلكين.