أربكت الإضرابات المتتالية التي يشهدها قطاع الصحة في الآونة الأخيرة مواعيد العديد من الأسر فيما يتعلق بتلقيح أبنائها، خاصة المواليد الجدد. وموازاة مع خوض الشغيلة الصحية إضرابات لثلاثة أيام في الأسبوع، دق خبراء ومختصون ناقوس الخطر، محذرين من الأضرار الخطيرة لتأخير بعض اللقاحات التي يجب أن تؤدى في وقتها. وتفاعلا مع هذا الموضوع، أكد مولاي سعيد عفيف، اختصاصي طب الأطفال وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد-19، أن "بعض اللقاحات لا يجب تأخيرها بشكل كبير، خصوصا لقاح bcj الذي يجب أن يتم في الشهر الأول بعد الولادة، لأنه يحمي من مرض السل الخطير". وأوضح عفيف أن "السل مازال موجودا في المغرب"، إضافة إلى المرض المسمى ب"العواية"، مشيرا إلى أنه "إذا لم يتلقى الطفل اللقاح، فمن الممكن أن تنتقل إليه العدوى من شخص كبير مثلا"، فضلا عن "لقاح الإسهال الذي لا يجب أن تمر عليه ستة أشهر، ومجموعة من اللقاحات الأخرى التي يجب أن تؤخذ في وقتها". وشدد الطبيب ذاته على أنه "لا يمكن تأخير اللقاحات، خاصة أن هناك شراكة ما بين القطاعين العام والخاص، ويمكن اللجوء إلى الأخير الذي يمكن من تعويض هذه اللقاحات عن طريق التأمين والتغطية الصحية". وضرب الأخصائي ذاته مثالا في هذا الصدد بما حدث في فترة كورونا حينما تراجعت نسبة تغطية لقاح داء الحصبة أو "بوحمرون" من 97 بالمائة إلى 77 بالمائة، وهو ما أنتج بؤرة للمرض في سوس ماسة، فيما أعلنت وزارة الصحة عن حملة استدراكية للتلقيح. واسترسالا لحديثه عن أهمية اللقاحات، أورد عفيف أن المغرب تمكن بفضل اللقاح من نقص وفيات الأطفال دون الخامسة، حيث كانت آخر حالة شلل أطفال سنة 1987، وآخر حالة إصابة بالكزاز سنة 2000، كما تراجع التهاب السحايا، حيث لا نسجل اليوم أكثر من عشر حالات في السنة من هذا المرض الخطير. وخلص الطبيب نفسه إلى ضرورة تتبع جدول التلقيح و عدم التهاون في تلقيح الأطفال لأي سبب من الأسباب، لتجنب إصابتهم بالعديد من الأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.