استمرت أسعار اللحوم الحمراء في منحنى الارتفاع بالمغرب مع عودة النشاط بعد عيد الأضحى. هذا، فبعد أسبوعين من عيد الأضحى، عادت المسالخ إلى العمل، لكن الأسعار واصلت ارتفاعها بشكل ملحوظ. فقد وصل سعر كيلوغرام لحم البقر أمس في الدارالبيضاء إلى 90 درهمًا (ثمن الجملة)، بينما بلغ سعر لحم الغنم 110 دراهم. وفقًا لهشام جوابري، السكرتير الإقليمي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة في الدارالبيضاء، من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في الأيام المقبلة، خاصة مع قدوم مغاربة العالم واقتراب موسم الأفراح. جوابري دعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتحقيق استقرار السوق، تشمل دعم صغار الفلاحين لتحسين إنتاجية ماشيتهم، وفتح المجال أمام مستثمرين آخرين لاستيراد الماشية، كونه نشاطًا ما يزال حكرًا على قلة من كبار المستثمرين. ويُعزى ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، نقص العرض: حيث انخفضت أعداد المواشي المتاحة للذبح بسبب الجفاف وقلة الأعلاف، مما أدى إلى تقلص العرض في الأسواق. ثانيًا، زيادة الطلب: يزداد الطلب على اللحوم الحمراء خلال فترات الأعياد والمواسم الخاصة، مما يزيد من الضغوط على الأسعار. ثالثًا، ارتفاع تكاليف الإنتاج: زادت تكاليف الأعلاف والنقل والعمالة، مما أدى إلى زيادة تكلفة تربية الماشية. تُثقل هذه الزيادة في الأسعار كاهل المستهلكين، خاصة ذوي الدخل المحدود. في هذا الإطار، طالب العديد من المواطنين الحكومة باتخاذ إجراءات لخفض الأسعار، مثل زيادة دعم صغار الفلاحين، ومكافحة الاحتكار، وتشجيع الاستثمار في مجال تربية المواشي. و شدد جوابري على أن التدخل الحكومي ضروري لتحقيق استقرار الأسعار، مشيرًا إلى أهمية توفير الدعم المالي والفني لصغار الفلاحين لتحسين إنتاجيتهم. كما يدعو إلى فتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات في قطاع تربية الماشية، بهدف زيادة العرض وتقليل الاعتماد على المستوردين الكبار. هذا، ويتضح أن مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب تتطلب تدخلات سريعة وفعالة من قبل الجهات المعنية لضمان استقرار السوق وتخفيف العبء عن المستهلكين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من المواطنين.