يتجدد الجدل كل صيف حول ظهور العقارب وانتشارها بجماعات إقليمتارودانت، الشيء الذي يهدد حياة العديد من المواطنين خاصة القاطنين بالمناطق القروية. وعبر العديد من المهتمين بالشأن المحلي عن مخاوفهم من لسعات العقارب التي تودي بحياة العديد من المواطنين، مؤكدين أن إقليمتارودانت يسجل كل سنة حالات التعرض للسعات العقارب، خاصة خلال ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف هؤلاء أن المستشفى الإقليمي المختار السوسي يستقبل عادة خلال فصل الصيف الحالات المصابة، التي تتراوح بين حالات خفيفة وأخرى خطيرة تتطلب رعاية وعناية طبية خاصة. وتبعا لذلك، طالب هؤلاء وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتنظيم حملات تحسيسية لتعريف المواطنين بطرق التعامل مع لسعات العقارب، مع التأكيد على ضرورة التوجه إلى المستشفى في حالة التعرض للسعة عقرب وعدم الاعتماد على الأدوية الطبيعية فقط. يذكر أن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، سبق ودقت ناقوس الخطر حول ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بالمغرب. وسلطت الشبكة الضوء على معاناة ساكنة عدد من المناطق من انتشار العقارب السامة والزواحف كالثعابين والحشرات الضارة مع حلول فصل الصيف، في ظل صعوبة وصولهم للرعاية الطبية، وبطء التدخل للإنعاش الطبي للمصابين. وقالت الشبكة في بلاغ لها إن المغرب يحتوي على أكثر من 50 نوعا من العقارب، 22 منها خطيرة موزعة على جميع التراب الوطني، مشيرة إلى أن "هناك تعابين وعقارب وحشرات لا تمهل سمومها الضحية في الغالب إلا زمنا يسيرا". ولفت المصدر ذاته إلى غياب الأمصال المضادة لسموم العقارب، ووحدات الإنعاش ببعض المراكز الاستشفائية، علاوة على غياب سيارات الإسعاف بالمناطق القروية البعيدة لنقل المصاب على وجه السرعة لأقرب مستشفى. وشددت الشبكة على أن هذه المشكلة تتطلب أساسا إعادة إنتاج الأمصال بمعهد باستور المغرب، وتعزيز مكانته كمؤسسة عمومية غير ربحية في إنتاج اللقاحات والأمصال وتطوير البحث العلمي.