في خطوة جديدة لمواجهة التحديات المالية المتزايدة، تتجه الحكومة المغربية نحو ضخ اعتمادات مالية إضافية في الميزانية العامة للمرة الثالثة، متجاهلة بذلك دعوات المعارضة لتقديم مشروع قانون مالية تعديلي. جاء هذا القرار في ظل التزامات الحكومة بتنفيذ اتفاق الحوار الاجتماعي وزيادة أجور الموظفين، بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات المالية الناتجة عن الحوارات القطاعية المختلفة. اجتماع مهم في مجلس النواب من المرتقب أن يعقد أعضاء لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب اجتماعاً مع فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، يوم الإثنين القادم. يهدف الاجتماع إلى إبلاغ أعضاء اللجنة بنية الحكومة في فتح هذه الاعتمادات الجديدة، التي لم يُفصح حتى الآن عن حجمها أو القطاعات التي ستخصص لها بشكل تفصيلي. ومن المتوقع أن يقوم لقجع بالعملية نفسها يوم الثلاثاء القادم أمام لجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية بمجلس المستشارين. تفاصيل الاعتمادات المالية وفقاً للمصادر، قررت الحكومة فتح اعتمادات مالية إضافية بمبلغ 14 مليار درهم لفائدة الميزانية العامة خلال السنة الجارية. هذا، وستعقد لجنتا المالية بمجلسي النواب والمستشارين اجتماعاً للاطلاع على المرسوم الذي أعدته الحكومة لهذا الغرض. تُخصص هذه الاعتمادات بشكل رئيسي لدعم المكتب الوطني للماء والكهرباء بمبلغ 4 مليارات درهم للحفاظ على استقرار أسعار الماء والكهرباء، ودعم شركة الخطوط الملكية المغربية لتعزيز تنافسيتها، بالإضافة إلى توفير اعتمادات لأداء كلفة نتائج الحوار الاجتماعي. التزامات الحوار الاجتماعي توجد الحكومة في وضعية التزام بتنفيذ اتفاق الحوار الاجتماعي الذي تقرر فيه بمعية المركزيات النقابية زيادة عامة في أجور الموظفين. تُضاف إلى ذلك الزيادات المقررة تبعاً للحوارات القطاعية، وهو الأمر الذي لم يكن مشمولاً في القانون المالي للسنة الحالية. يعكس هذا الالتزام رغبة الحكومة في تحسين ظروف العمل والعيش للموظفين، لكنه يأتي مع تحديات مالية تتطلب إدارة دقيقة للموارد. الانتقادات وتحديات الميزانية تواجه الحكومة انتقادات من المعارضة التي تدعو إلى تقديم مشروع قانون مالية تعديلي بدلاً من اللجوء إلى ضخ اعتمادات مالية جديدة. ويرى منتقدو الحكومة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تضخم في النفقات العامة دون معالجة جذرية للتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد. ويعكس قرار الحكومة بضخ اعتمادات مالية إضافية قدرتها على اتخاذ إجراءات فورية لتلبية التزاماتها الاجتماعية والحفاظ على استقرار الأسعار وتعزيز تنافسية القطاعات الحيوية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين هذه الإجراءات والحفاظ على استقرار الميزانية العامة، في ظل دعوات المعارضة لإعادة النظر في الاستراتيجية المالية المعتمدة.