شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضا للأسبوع الرابع على التوالي حتى الخميس 23 ماي 2024، في الوقت الذي يتساءل فيه العديد من المواطنين عما إذا كان هذا الانخفاض سينعكس على أسعار الوقود في المغرب. وجاء هذا الانخفاض نتيجة تأثير مجموعة من العوامل، منها المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وسياسة التشديد النقدي لمجلس الاحتياطي الفدرالي، فضلا عن زيادة الإنتاج من قبل أوبك+. متصفحك لا يدعم عرض الفيديو. وارتباطا بالمخاوف حول تباطؤ الاقتصاد العالمي، خلقت البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الولاياتالمتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، توقعات بشأن انخفاض في الطلب على النفط، مما ساهم في تراجع الأسعار. وإلى جانب ذلك، أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى مناقشات حول إمكانية رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لمكافحة التضخم، فيما يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى تقوية الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، مما يجعل شراء النفط بالدولار أكثر تكلفة، وبالتالي يقل الطلب على النفط وينخفض سعره. ومن جهة أخرى، تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنظمة الدول المنتجة المستقلة (أوبك+) زيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يساهم في زيادة المعروض من النفط في السوق، وبالتالي تراجع الأسعار. وبخصوص التأثير المحتمل بالنسبة لأسعار الوقود في المغرب، فإن أسعار النفط العالمية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأسعار المحلية، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على استيراد النفط لتلبية احتياجاتها. هذا، وتفرض الحكومة المغربية بدورها ضرائب ورسومًا على الوقود، مما يؤثر على سعره النهائي للمستهلك، إضافة إلى تكاليف النقل والتوزيع التي تلعب أيضا دورا كبيرا في تحديد أسعار الوقود في المغرب. وانطلاقا من ذلك، فإن هذه العوامل ستؤثر حتما على انعكاس الانخفاض المحتمل لأسعار النفط العالمية على الأسعار المحلية، حيث يظل تأثير التراجع العالمي على أسعار البيع بالمغرب غير مؤكد بسبب تعدد العوامل المؤثرة. ومع ذلك، من المهم مراقبة التطورات العالمية لضمان استجابة فعالة للمتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على السوق المحلية.