شنت السلطات المختصة حملة مراقبة واسعة لمسارات المتاجرة بالتوابل قبل عيد الأضحى، وذلك بمدن مغربية متفرقة، بينها أكادير ومراكش والدارالبيضاء. Your browser does not support the video tag. Your browser does not support the video tag. في هذا السياق، داهمت لجان مختلطة، ضمت مصالح الشؤون الاقتصادية بعمالات ومراقبين جهويين من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، مستودعات لتخزين وتوزيع توابل فاسدة تم تحضيرها بواسطة وسائل تغليف متطورة، وعنونة مزورة، لتضليل المستهلكين وتسهيل تصريفها في الأسواق. وحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فقد توصلت الإدارة المركزية بإخباريات منذ بداية السنة حول رواج أطنان من التوابل الفاسدة، أغلبها من الإبزار والكمون والفلفل المجفف، جرى تصريفها مقابل مبالغ منخفضة في السوق السوداء، وتمت إعادة توضيبها من قبل تجار عبر معالجة الكميات المتضررة بالرطوبة والتسريبات المائية، وتوجيه الباقي للتجفيف والتغليف من أجل إعادة بيعه بأسعار مرتفعة. وأوضحت ذات المصادر أن أثمنة التوابل تقفز مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى إلى مستويات قياسية في الأسواق مدفوعة بتزايد الطلب عليها، وهو ما استنفر اللجان المذكورة. وأكدت المصادر نفسها أن عمليات المراقبة شملت بحث وضعية عدد كبير من المستودعات، حيث وقف رجال السلطة على عدم توفر أغلبها على تراخيص بالاستعمال المهني أو التجاري، كما تبين أن أغلب الوثائق المقدمة عند مراقبة السلع من قبل مستغلي المستودعات المذكورة، مزورة. واستنادا إلى معطيات من سوق التوابل، فقد تجاوز رقم معاملاتها 300 مليون درهم خلال سنة واحدة فقط، في حين استقرت قيمة الواردات عند حوالي 100 مليون درهم، في الوقت الذي انخفض فيه حجمها من 7000 طن إلى 6000 آلاف و658 كيلوغراما، الأمر الذي أكد تأثير ارتفاع الأسعار في السوق الدولية على ارتفاع فاتورة الاستيراد. وسجلت المصادر سالفة الذكر بأن الواردات المهربة شكلت 90 في المائة من التوابل الفاسدة المحجوزة في إطار المداهمات المنجزة بالمستودعات المذكورة، مؤكدة أن الرسوم الجمركية على الواردات المهيكلة سجلت في المقابل ارتفاعا مهما، وهو دفع المستوردين إلى تقديم شكاوى إلى وزارة الصناعة والتجارة من أجل تخفيف العبء الجبائي، الذي ينعش بشكل أساسي النشاط الموازي لسوق التوابل المهربة. وأوردت ذات المصادر أن المهربين والموزعين يستغلون نقطا كبرى للتخزين والتسويق في عدد من المدن، حيث يتعلق الأمر بأسواق إنزكان ومراكش وسلا، إضافة إلى "كراج علال" و"درب ميلان" في الدارالبيضاء، و"سوق مليلية" في وجدة.