كثفت وزارة التجهيز والماء جهودها لإيجاد حلول لمواجهة ندرة الموارد المائية بالمغرب ووضع حد لاستنزاف هذه الثروات والحفاظ عليها. ومن بين الحلول التي تشتغل عليها الوزارة الوصية استغلال العيون المائية وتفعيل شرطة المياه ومواجهة مختلف ممارسات الاستنزاف غير المرغوب فيها، فضلا عن بناء سدود جديدة وتعلية أخرى. في هذا السياق، تعمل مصالح وزارة التجهيز والماء على إنجاز مشاريع كبرى في أقاليم وجهات مختلفة، حيث يتعلق الأمر بتعلية ثلاثة سدود، وهي : سد المختار السوسي بجهة سوس ماسة، وسد إمفوت بجهة الدارالبيضاءسطات، وسد محمد الخامس بشرق المملكة. وتدخل هذه المشاريع في إطار الاستراتيجية المبتكرة التي يعتمدها المغرب على مستوى عدد من السدود الحيوية ذات الموقع الاستراتيجي، أو التي توجد بالمناطق التي تعاني من شح كبير في المخزون المائي، أو تلك التي وصلت فيها كمية التوحل إلى نسبة كبيرة، حيث تتمثل هذه الاستراتيجية المبتكرة في تعلية هذه السدود. وحسب معطيات لوزارة التجهيز والماء، فستصل حقينة سد المختار السوسي بعد تعليته إلى 281 مليون متر مكعب، فيما ستصل حقينة سد إمفوت بعد تعليته إلى 146 مليون متر مكعب، بينما ستبلغ حقينة سد محمد الخامس بعد تعليته 980 مليون متر مكعب. هذا، وستمكن عملية تعلية المنشآت المائية المذكورة من تعبئة موارد مائية مهمة تبلغ في المجموع 1 مليار و407 مليون متر مكعب، بعد انتهاء أشغال التعلية. وستعمل المصالح التابعة للوزارة الوصية على تسريع وتيرة تعلية هذه السدود الثلاثة وتقليص مدة إنجازها بغية استغلالها في أقرب الآجال من أجل تلبية الحاجيات من الماء الصالح للشرب، ومن مياه السقي وكذا الحماية من الفيضانات وتوليد الطاقة الكهرمائية. وتجدر الإشارة إلى أن النسبة الإجمالية لملء حقينات السدود بالمغرب بلغت إلى حدود 21 أبريل 2024، نسبة 32.82 بالمائة، أي ما يفوق 5291 مليون متر مكعب، مسجلة بذلك انتعاشة نسبية بفضل التساقطات المطرية التي شهدتها عدة أقاليم بالمملكة خلال الأسابيع الماضية.