استنكر المواطنون واقعة الهجوم على الفتيات اللواتي يحفظن القرآن داخل خيمة بمنطقة ضربها الزلزال، و تحديدا دوار "إغيل نتلغمت" التابع لجماعة أداسيل، إقليمشيشاوة، ضواحي مراكش وذكرت مصادر إعلامية أن عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بمجاط، اعتقلت يوم الاثنين الماضي، شخصا وابنه على خلفية ظهورهما في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما يتهجمان على فتيات أثناء قراءتهن للقرآن الكريم، داخل خيمة بالموقع المذكور، و جرى وضعهما تحت تدبير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة، من أجل انتهاك حرية العبادة. وأضافت المصادر ذاتها، أن إيقاف المتهم وابنه جاء بأمر من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بإيمنتانوت، بعد شكاية موضوعة لدى درك حد مجاط من قبل الفتيات وأولياء أمورهن، حيث جرى الاستماع إليهن، يوم الأحد الماضي، في محضر قانوني. و كانت الفتيات داخل إحدى الخيام بدوار اغيل نتلغمت جماعة اداسيل، جرى نصبها أخيرا لاستعمالها من طرف السكان المتضررين من الزلزال، حيث كانت ست فتيات من الدوار يتجمعن فيها لقراءة القرآن الكريم، غير أن شخصا يسكن بالقرب من الخيمة، قام بالتهجم عليهن، بدعوى أنهن يقلقن راحته بمنزله المجاور، وتبادل معهم مناقشة حادة، وقام بقلب طاولة كانت أمامهن، عليها بعض المصاحف. و من وحي هذه النازلة، تدخلت جمعية حقوقية على خط القضية، لتصدر بيانا استنكاريا وتضامنيا، بخصوص الهجوم على كتاب قرآني وتعنيف وطرد فتيات كن بصدد تعلم القرآن وتلاوته خارجه. وجاء في البيان الصادر عن الجمعية المشار إليها، أنها عاينت مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه بعض الرجال يطردون فتيات من خيمة يظهر أنها مخصصة لتحفيظ القرآن الكريم، ويقومون بالعبث بمعداتها ومحتوياتها، وبينها مصاحف القرآن الكريم، كما قام أحدهم بدفع فتاة خارج الخيمة، فيما كانت أخرى تنتحب وتصرخ في وجههم باللغة الأمازيغية. وأصاف البيان، "حسب ما تمت معاينته، وبعد البحث والتقصي، تبين أن هذا الاعتداء وقع الجمعة 8 مارس 2024، بدوار «إغيل نتلغمت» بمشيخة "تيكيدار"، جماعة أسيف المال دائرة مجاط عمالة إقليمشيشاوة، وذلك بالتزامن مع احتفال العالم والمغرب بعيد المرأة والاحتفاء بها، وتبين أن دافع هذا الاعتداء تمييزي ضد هؤلاء الفتيات بسبب جنسهن لا غير، مما يعد جريمة مكتملة الأركان ، بالإضافة إلى ما يشكله من انتهاك لحرية التدين وممارسة الطقوس والشعائر الدينية باعتبار تلاوة القرآن في الدين الإسلاميا طقسا تعبديا بامتياز". وأعلنت الجمعية تضامنها ومؤازرتها للفتيات ضحايا هذا الاعتداء وتكليف محاميها، بمؤازرتهن خلال كافة مراحل القضية لتنصيب نفسها طرفا مدنيا في الملف، ومطالبة النيابة العامة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية حقوق الضحايا.