تشكل تقنية الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في الثورة التكنولوجية الحديثة، وتُطلق تحديات وفرصاً في مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك العملية الانتخابية. و تظهر التقنية الجديدة قدرة هائلة على تحسين كفاءة الانتخابات وزيادة مشاركة الناخبين، ولكن في الوقت نفسه، تثير مخاوف بشأن إمكانية تعريض الديمقراطية للخطر. تأتي التأثيرات الإيجابية لتقنية الذكاء الاصطناعي في سياق زيادة كفاءة العمليات الانتخابية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام، وبالتالي تقليل الأخطاء البشرية وتحسين السرعة والدقة. كما يمكن استخدامه لزيادة مشاركة الناخبين من خلال استهدافهم برسائل مخصصة وتوفير معلومات سهلة الوصول وتحسين سهولة التصويت. و مع ذلك، يُثير الجانب السلبي للذكاء الاصطناعي مخاوف من التضليل والتحكم، حيث يمكن استخدامه لنشر معلومات مضللة أو دعاية، واستهداف الناخبين برسائل مخصصة للتلاعب بهم. كما قد يؤدي فقدان الشفافية في عملية التصويت، نتيجة لصعوبة فهم كيفية عمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، إلى فقدان الثقة في النظام الانتخابي. و من أجل التغلب على هذه التحديات، ينبغي وضع قواعد واضحة لاستخدام التقنية في الانتخابات، بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنظام الانتخابي من خلال تثقيف الناخبين حول مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي، وضمان شفافية استخدامه. كما ينبغي ضمان وصول جميع الفاعلين السياسيين إلى أدوات تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتجنب تفاقم عدم المساواة في الانتخابات. في النهاية، يتعين علينا أن نتحدى أنفسنا لاستخدام التكنولوجيا بمسؤولية، وأن نعمل على تعزيز دورها في تعزيز الديمقراطية بدلاً من تهديدها. إن إدراك الفرص والتحديات التي يمكن أن يُطلقها الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية يُعتبر خطوة أساسية نحو بناء مستقبل ديمقراطي تشاركي أكثر شمولاً ونزاهة. بقلم: أحمد النميطة البقالي باحث في مجال حماية حقوق الإنسان الرقمية