كشفت جريدة "الأحداث المغربية" أن مرض سل الغدد اللمفاوية ذا المنشأ الحيواني يواصل تسجيل العديد من الإصابات في المغرب، مشيرة إلى أن هذا النوع من السل بات حاضرا حتى في صفوف الأطفال. وحسب ما أوردته الجريدة في عددها ليوم الأربعاء 7 فبراير الجاري، فإن مستشفيات عمومية وعيادات خاصة شهدت خلال الأشهر الأخيرة تسجيل إصابات بهذا المرض، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي في الإصابة بسل الغدد اللمفاوية يكمن في استهلاك الحليب ومشتقاته الطازجة وغير المبسترة، أي غير المعقمة. وأوضحت الجريدة أنه ما دام منشأ سل العقد اللمفاوية حيوانيا فإن استهلاك الحليب ومشتقاته الطازجة وغير المبسترة، أي غير المعقمة، يعد السبب الرئيسي في الإصابة بهذا النوع من السل الموجود أصلا في حليب الأبقار المريضة بالسل الرئوي. وكانت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بسطات، قد أعلنت مؤخرا عن ارتفاع حالات السل بالمنطقة، مشيرة إلى أن سبب ظهور هذا المرض راجع بالخصوص إلى شرب الحليب ومشتقاته من ألبان، الذي يباع من طرف بعض الباعة المتجولين بالأزقة وأمام المساجد دون احترام شروط الحفظ وشروط السلامة الصحية، ذلك أنه قد يحمل البكتيريا المسببة لهذا المرض. وأفادت المندوبية، في مراسلة وجهتها إلى باشا مدينة سطات، بأن جميع المراكز الصحية بالمدينة أصبحت تسجل ارتفاعا في حالات السل الرئوي، والباطني، والعقدة اللمفاوية، مشيرة إلى أن النوع الأخير يعد الأكثر ظهورا. وطالبت المندوبية في مراسلتها السلطات المعنية ب"التدخل لمنع بيع هذه المادة في ظروف غير صحية من طرف الباعة المتجولين بالأزقة"، وذلك "حفاضا على صحة المواطنين من مرض السل الناتج عن شرب الحليب والألبان غير المراقبة والتي تعتبر من المواد سريعة التلف". وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، بأن الجرثومة المسببة لمرض السل يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، حيث تبقى أكثر الحالات شيوعا هي انتقال الجرثومة من الأبقار إلى الإنسان عن طريق الحليب و مشتقاته التي لم تخضع للتعقيم. ونبه حمضي إلى أن الحليب الذي يباع بشكل مباشر عن طريق الباعة المتجولين دون خضوعه للمراقبة والتعقيم يمكن أن يكون حاملا للجرثومة المسببة لمرض السل. ودعا ذات المتحدث المواطنين إلى السهر على اقتناء الحليب من الشركات المعتمدة، الذي يكون خاضعا لشروط الجودة والسلامة خلال عملية المراقبة، والتعليب، والتبريد. وفي حالة تعذر التأكد من خضوع الحليب للشروط سالفة الذكر، أوصى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية بالحرص على غلي المنتوج قبل استهلاكه، تفاديا لأية مخاطر قد تنجم عن احتوائه على الجرثومة المسببة لمرض السل. وتجدر الإشارة إلى أن داء سل الغدد اللمفاوية يهاجم عادة الغدد اللمفاوية للعنق، ومعظم حالات هذا النوع من السل يسببها شرب الحليب غير المبستر من أبقار مصابة، إذ تصيب البكتريا الغدد اللمفاوية في العنق وتجعلها تتورم.