سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور مصدق مرابط ل «الاتحاد الاشتراكي»: الوقاية شرط أساسي لتفادي انتشاره خاصة في ظل تعدد المحددات التي تؤدي إلى تكاثره مرض السل يقلق السلطات الصحية بسطات ودعوات لتفادي الحليب ومشتقاته غير المراقبة
أكدت مصادر صحية حضورا قويا لحالات السل بإقليم سطات، مبرزة أن الأمر يتعلق بثلاثة أنواع من جرثومة كوخ، وهي السل الرئوي ثم الباطني فالعقد اللمفاوية، مشيرة إلى أن جميع المراكز الصحية باتت تسجل ارتفاعا في عدد الحالات، خاصة على مستوى سل العقد اللمفاوية. وضعية مقلقة، وفقا لمصادر الجريدة، دفعت المندوب الإقليمي للوزارة إلى مطالبة السلطات المحلية بالتدخل لمنع استمرار بيع الحليب ومشتقاته من ألبان وغيرها من طرف الباعة الجائلين بالأزقة وأمام المساجد، في ظل غياب شروط الحفظ والسلامة الصحية، لكونها تكون حاملة للبكتيريا المسببة للمرض. وتعليقا على الموضوع، أكد الدكتور مصدق مرابط في تصريح هاتفي ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن مرض السل يعتبر من الأمراض المعدية التي تهاجم الرئتين وقد تطال أعضاء أخرى من الجسم كالكلي والعظام والعقد اللمفاوية، مبرزا أن هذا المرض يوصف بكونه من أمراض الفقر لارتباط مجموعة من المحددات بالإصابة به، تتعلق بنمط العيش والغذاء والتهوية والسكن والتعرض لأشعة الشمس من غيره. وأوضح الدكتور مصدق أن السل ينتقل من شخص لآخر عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالبكتيريا، حين يسعل أو يعطس أو يبصق المريض مما يؤدي إلى انتشار الجراثيم المسببة للمرض في الهواء، مؤكدا أن العلاج اليوم يعطي نتائج مهمة لكن لا يجب الانقطاع عن تناوله حين الإحساس بحالة من التحسن، تفاديا للإصابة بالسل المقاوم للأدوية. وأكد الدكتور مصدق أن السل يمكن أن ينجم عن التدخين والشيشا واستعمال أشياء مشتركة بين مريض وغيره تسهل عملية انتقال العدوى، كما يمكن أن تتسبب فيه الأبقار المصابة بالمرض سواء من خلال حليبها غير المعقّم والمشتقات التي يمكن صناعتها منه إضافة إلى اللحوم، وهو ما يدفع السلطات البيطرية إلى التأكيد على ضرورة التصريح به بموجب الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.75.292 الصادر في 19 شتنبر 1977، ويتطلب تطبيق التدابير الخاصة بالشركة الصحية البيطرية المنصوص عليها في قرار وزير لفلاحة والصيد البحري رقم 13-837 بتاريخ 8 مارس 2013. وتفيد بعض المعطيات، وفقا للدكتور مصدق، أن مرض السل عند الأبقار يعتبر مرضا متوطنا في المغرب، ويلاحظ تواجده باستمرار في المجازر الوطنية بمعدل انتشار بلغ نسبة 1.7 في المئة خلال الفترة الممتدة ما بين 2000 و 2010 نموذجا، وذلك خلال عمليات التفتيش البيطرية التي يقوم بها البياطرة المفتشون التابعون للمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية.